لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥١٦
سورة الواقعة
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
«بِسْمِ اللَّهِ» : اسم جبّار من اعتنى بشأنه أحضره بإحسانه، فإن أبى إلّا تماديا في عصيانه حال بينه وبين اختياره «١» بقهر سلطانه، وإن لم يلازم هذه «٢» الطاعة ألجأه بالبلاء فيأتيها باضطراره.
اسم عزيز أزليّ، جبّار صمديّ، قهّار أحديّ، للمؤمنين وليّ، وبالعاصين حفيّ، ليس لجماله كفيّ، ولا في جلاله سميّ، لكنه «٣» للعصاة من المؤمنين وليّ.
قوله جل ذكره :
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ١ الى ٢]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢)
إذا قامت القيامة لا يردّها شى ء.
«كاذِبَةٌ» هاهنا مصدر : كالعافية، والعاقبة، أي : هى حقّة لا يردها شى ء، وليس فى وقوعها كذب.
ويقال : إذا وقعت الواقعة فمن سلك منهاج الصحة والاستقامة وصل إلى السلامة ولقى الكرامة، ومن حاد عن نهج الاستقامة وقع في الندامة والغرامة، وعند وقوعها يتبين الصادق من المماذق :
إذا اشتبكت دموع في خدود تبيّن من بكى ممّن تباكى
[سورة الواقعة (٥٦) : آية ٣]
خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣)
_
(١) هكذا في ص وهي في م (إحسانه).
(٢) هكذا في م وهي في ص (شدة) الطاعة.
(٣) هكذا في م، وفي ص توجد كلمة غير واضحة الكتابة.


الصفحة التالية
Icon