لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٧٣
أو كان منه للمسلمين وجه نفع أو رفق - فقد أمرهم بالملاينة معه. والمؤلفة قلوبهم شاهد لهذه الجملة، فإنّ اللّه يحب الرّفق في جميع الأمور «١».
قوله جل ذكره :
[سورة الممتحنة (٦٠) : آية ١٠]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَ لا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَ آتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَ لا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَ لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَ سْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَ لْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٠)
كان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يمتحنهن باليمين، فيحلفن إنّهن لم يخرجن إلّا للّه، ولم يخرجن مغايظة لأزواجهن، ولم يخرجن طمعا في مال.
وفي الجملة : الامتحان طريق إلى المعرفة، وجواهر «٢» الناس تتبيّن بالتجربة «٣». ومن أقدم على شىء من غير تجربة تحسّى كأس الندم.
«وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ» «٤».
لا توافقوا من خالف الحقّ في قليل أو كثير.
قوله جل ذكره :
سورة الممتحنة (٦٠) : آية ١٢]
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَ لا يَسْرِقْنَ وَ لا يَزْنِينَ وَ لا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَ لا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ وَ لا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)
.
(١) قال صلى اللّه عليه وسلم :«إن اللّه رفيق يحب الرفق، ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف».
(٢) هكذا في ص وهي في م (و جوابه) وهي خطأ في النسخ.
(٣) هكذا في ص وهي في م (المعرفة). [.....]
(٤) العصمة : ما يعتصم به من عقد وسبب، والكوافر : جمع كافرة وهي التي بقيت في دار الحرب أو لحقت بدار الحرب مرتدة، أي لا يكن بينكم وبينهن عصمة ولا علقة زوجية.