لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٨٤
معنى شئت : فى علم الأصول، وممّا طريقه أدلة العقول، وفي هذه الطريقة «١» ممّا طريقه المنازلات.
قوله جل ذكره :
سورة الجمعة (٦٢) : الآيات ٦ الى ٧]
قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦) وَ لا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧)
«٢» هذا من جملة معجزاته صلى اللّه عليه وسلم، فصرف قلوبهم عن تمنّى الموت إلى هذه المدة دلّ على صدقه صلوات اللّه عليه «٣».
ويقال : من علامات المحبة الاشتياق إلى المحبوب فإذا كان لا يصل إلى لقائه إلا بالموت فتمنّيه - لا محالة - شرط، فأخبر أنهم لا يتنمونه أبدا.. وكان كما أخبر.
قوله جل ذكره :
[سورة الجمعة (٦٢) : آية ٨]
قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨)
الموت حتم مقضيّ. وفي الخبر :«من كره لقاء اللّه كره اللّه لقاءه». والموت جسر والمقصد عند اللّه.. ومن لم يعش عفيفا فليمت ظريفا «٤».
(١) يقصد طريقة الصوفية.
(٢) أخطأ الناسخ في م وجعلها (آمنوا).
(٣) والآية تؤكّد هذا مرتين باستعمال أسلوب إنشائى (فتمنوا) وأسلوب خبرى (و لا يتمنونه أبدا).
(٤) سئل الجنيد عن الظرف فقال :«اجتناب كل خلق دنى واستعمال كل خلق سنى وأن تعمل للّه ثم لا ترى أنك عملت» (اللمع للسراج ص ٩٦٢).