لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٨٥
قوله جل ذكره :
[سورة الجمعة (٦٢) : آية ٩]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩)
أوجب السّعى يوم الجمعة إذا نودى لها، وأمر بترك البيع «١».
و منهم من يحمله على الظاهر أي ترك المعاملة مع الخلق «٢»، ومنهم من يحمله عليه وعلى معنى آخر : هو ترك الاشتغال بملاحظة الأعراض «٣»، والتناسى عن جميع الأغراض إلا معانقة الأمر فمنهم من يسعى إلى ذكر اللّه، ومنهم من يسعى إلى اللّه، بل يسعون إلى ذكر اللّه جهرا بجهر، ويسعون إلى اللّه تعالى سرّا بسرّ.
قوله جل ذكره :
[سورة الجمعة (٦٢) : آية ١٠]
فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَ ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠)
إنما ينصرف من كان له جمع يرجع إليه، أو شغل يقصده ويشتغل به - ولكن...
من لا شغل له ولا مأوى.. فإلى أين يرجع؟ وإنما يقال :«وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ» إذا كان له أرب.. فأمّا من سكن عن المطالبات، وكفى داء الطّلب.. فما له وابتغاء ما ليس يريده ولا هو في رقّه؟! قوله جل ذكره :
[سورة الجمعة (٦٢) : آية ١١]
وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَ تَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ وَ اللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١)
(١) هكذا في ص وهي الصواب حسب الآية، ولكنها في م (الجميع).
(٢) هكذا في ص وهي في م (الحق) وهي خطأ في النسخ.
(٣) جمع (عرض) الحياة الدنيا.