لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٨٩
«هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ» هم عدوّ لك - يا محمد - فاحذرهم، ولا يغرّنك تبسّطهم فى الكلام على وجه التودّد والتقرّب.
قوله جل ذكره :
[سورة المنافقون (٦٣) : آية ٥]
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (٥)
سمعوا إلى ما يقال لهم على وجه التكبّر، وإظهار الاستغناء عن استغفارك لهم... فخلّ سبيلهم فليس للنّصح فيهم مساغ، ولن يصحيهم من سكرتهم إلّا حرّ ما سيلقونه من العقوبة، فما دام الإصرار من جانبهم فإنهم :
[سورة المنافقون (٦٣) : آية ٦]
سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٦)
فقد سبق العلم بذلك :
قوله جل ذكره :
[سورة المنافقون (٦٣) : آية ٧]
هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَ لِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (٧)
«١» كأنهم مربوطون بالأسباب، محجوبون عن شهود التقدير، غير متحققّين بتصريف الأيام، فأنطقهم بما خامر قلوبهم من تمنّى انطفاء نور رسول اللّه، وانتكاث شملهم، فتواصوا فيما بينهم بقولهم :«لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ» فقال تعالى «وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ...».
وليس استقلالك - يا محمد - ولا استقلال أصحابك بالمرزوقين.. بل بالرازق فهو الذي يمسككم.
(١) «وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» بهذا أجاب كثيرون من أرباب الطريق كحاتم الأصم والجنيد والشبل عند ما كانوا يسأل أحدهم : من أين تأكل؟