لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٩٧
أي ما دمتم في الجملة مستطيعين ويتوجه عليكم التكليف فاتقوا اللّه. والتقوى عن شهود التقوى بعد ألا يكون تقصير في التقوى غاية التقوى.
«وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ» حتى ترتفع الأخطار «١» عن قلبه، ويتحرّر من رقّ المكونات، فأولئك هم المفلحون.
قوله جل ذكره :
[سورة التغابن (٦٤) : الآيات ١٧ الى ١٨]
إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧) عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)
يتوجّه بهذا الخطاب إلى الأغنياء لبذل أموالهم، وللفقراء في إخلاء أيامهم وأوقاتهم من مراداتهم وإيثار مراد الحقّ على مراد أنفسهم.
فالغنىّ يقال له : آثر حكمى على مرادك في مالك، والفقير يقال له : آثر حكمى فى نفسك وقلبك ووقتك وزمانك.
«عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» جلّ شأنه.
(١) المقصود بالأخطار هنا : حسبان أن للشىء أهمية وشأنا.