لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٦٠٤
سورة التّحريم
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
«بِسْمِ اللَّهِ». اسم عزيز يمهل من عصاه، فإذا رجع وناداه.. أجابه ولبّاه «١» فإن لم يتوسّل بصدق قدمه في ابتداء أمره ثم تنصّل بصدق ندمه في آخر عمره أوسعه غفرا «٢»، وقبل منه عذرا، وأكمل له ذخرا، وأجزل له برّا.
قوله جل ذكره :
[سورة التحريم (٦٦) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١)
جاء في القصة : أن النبي صلى اللّه عليه وسلم حرّم على نفسه مارية القبطية، وفي الحال حلف ألّا يطأها شهرا مراعاة لقلب حفصة حيث رأت النبي صلى اللّه عليه وسلم معها في يومها «٣».
وقيل : حرّم على نفسه شرب العسل لمّا قالت له زوجاته، إنّا نشم منك ريح المغافير! - والمغافير صمغ في البادية كريه الرائحة، ويقال :
بقلة كريهة الرائحة فعاتبه اللّه على ذلك.
و هي صغيرة منه على مذهب من جوّز الصغائر عليه، وترك للأولى على مذهب من لم يجوّز.
_
(١) هكذا في م وهي في ص (أبكاه) وهي خطأ في النسخ.
(٢) هكذا في م وهي في ص (عفوا) وهي وإن كانت مقبولة إلا أن التركيب الموسيقى يجعلنا نؤثر (غفرا). [.....]
(٣) الدارقطني عن ابن عباس عن عمر قال : دخل الرسول (ص) بأم ولده مارية في بيت حفصة وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها فقالت : تدخلها بيتي! ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هوانى عليك فقال لها :
لا تذكرى هذا لعائشة فهى حرام علىّ إن قربتها.


الصفحة التالية
Icon