لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٦٢١
و لا يبعد أن ينظر إليه الحقّ بأفضاله، فيقبله بعد ذلك رعاية لما سلف في بدايته من أحواله... فإنّ اللّه تعالى رءوف بعباده.
قوله جل ذكره :
[سورة القلم (٦٨) : الآيات ٣٤ الى ٣٧]
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٣٤) أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (٣٥) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٦) أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (٣٧)
الذين يتقون الشّرك والكفر، ثم المعاصي والفسق، لهم عند اللّه الثواب والأجر.
قوله جل ذكره :«أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ؟ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ؟! أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ؟» كيف تحكمون؟ هل لديكم حجة؟ أم لكم كتاب فيه تدرسون؟ أم لكم منا عهود فيها تحكمون؟ والمقصود من هذه الأسئلة نفى ذلك.
قوله جل ذكره :
[سورة القلم (٦٨) : الآيات ٤٢ الى ٤٣]
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَ قَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَ هُمْ سالِمُونَ (٤٣)
«عَنْ ساقٍ» : أي عن شدّة يوم القيامة.
ويقال في التفسير : عن ساق العرش.
يؤمرون بالسجود فأمّا المؤمنون فيسجدون، وأمّا الكفار فتشدّ أصلابهم فلا تنحنى.
وقيل : يكشف المريض عن ساقه - وقت التوفّى - ليبصر ضعفه، ويقول المؤذّن :
حيّ على الصلاة - فلا يستطيع.
وعلى الجملة فقد خوّفهم بهذه القالة : إمّا عند انتهائهم في الدنيا أو ابتدائهم في الآخرة.
«... وَ قَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَ هُمْ سالِمُونَ» يذكّرهم بذلك ليزدادوا حسرة، ولتكون الحجة عليهم أبلغ.