لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٦٣٠
و لا يتعهّد المساكين - فى ذلك اليوم - إلا اللّه.
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ١١ الى ١٩]
يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِيهِ (١٢) وَ فَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤) كَلاَّ إِنَّها لَظى (١٥)
نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى (١٧) وَ جَمَعَ فَأَوْعى (١٨) إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩)
«يُبَصَّرُونَهُمْ» أي يعرفون أقاربهم، ولكن لا ترقّ قلوب بعضهم على بعض.
ويتمنّى المجرم يومئذ أن يفتدى من عذاب جهنم بأعز من كان عليه في الدنيا من قريب ونسيب وحميم وولد، وبكلّ من في الأرض حتى يخلص من العذاب.
«كَلَّا إِنَّها لَظى » اسم من أسماء جهنم.
«نَزَّاعَةً لِلشَّوى » «١» قلّاعة للأطراف. تكشط الجلد عن الوجه وعن العظم.
قوله جل ذكره :«تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى» تقول جهنم للكافر والمنافق : يا فلان... إليّ إليّ.
والإشارة فيه : أنّ جهنم الدنيا تعلق بقلب المرء فتدعوه بكلاب الحرص إلى نفسه وتجرّه إلى جمعها حتى يؤثرها على نفسه وكلّ أحد له حتى لقد يبخل بدنياه على أولاده وأعزّته...
وقليل من نجا من مكر الدنيا وتسويلاتها.
قوله جل ذكره :«إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً».

_
(١) والشّوى جمع شواة وهي جلدة الرأس، قال الأعشى :
قالت قتيلة : ماله قد جللت شيبا شواته
و جاء في الصحاح : الشوى جمع شواة وهي جلدة الرأس. وهي اليدان والرجلان والرأس من الآدميين، وكل ما ليس مقتلا. يقال : رماه فأشواه أي لم يصب المقتل.
و قال الضحاك : تفرى الجلد واللحم عن العظم حتى لا تترك منه شيئا. ونرى أن المقصود - واللّه أعلم.
أن العذاب لا يقضى عليهم، حتى يستمر واقعا بهم إلى الأبد.


الصفحة التالية
Icon