لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٦٦٦
«عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ وَ حُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً» يحتمل أن يكون هذا الوصف للأبرار. ويصح أن يكون للولدان وهو أولى، والاسم يوافق الاسم دون العين «١».
«شَراباً طَهُوراً» : الشراب الطهور هو الطاهر في نفسه المطهّر لغيره.
فالشراب يكون طهورا في الجنة - وإن لم يحصل به التطهير لأن الجنة لا يحتاج فيها إلى التطهير.
ولكنه - سبحانه - لمّا ذكر الشراب - وهو اليوم في الشاهد نجس - أخبر أنّ ذلك الشراب غدا طاهر، ومع ذلك مطهّر يطهّرهم عن محبة الأغيار، فمن يحتس من ذلك الشراب شيئا طهّره عن محبة جميع المخلوقين والمخلوقات.
ويقال : يطهّر صدورهم من الغلّ والغشّ، ولا يبقى لبعضهم مع بعض خصيمة (و لا عداوة) «٢» ولا دعوى ولا شى ء.
ويقال : يطهّر قلوبهم عن محبة الحور العين.
ويقال : إن الملائكة تعرض عليهم الشراب فيأبون قبوله منهم، ويقولون :
لقد طال أخذنا من هؤلاء، فإذا هم بكاسات تلاقى أفواههم بغير أكفّ من غيب إلى عبد.
ويقال : اليوم شراب وغدا شراب... اليوم شراب الإيناس «٣» وغدا شراب الكأس، اليوم شراب من الّلطف وغدا شراب يدار على الكفّ.

_
(١) أ رأيت كيف يلمح القشيري على هذا المعنى؟
(٢) غير موجودة في م وموجودة في ص.
(٣) هكذا في ص وهي في م (الأنفاس)، والصواب ما أثبتنا كما يتضح فيما بعد (آنسه).


الصفحة التالية
Icon