لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٦٧٧
فبعد أن عدّ عليهم بعض وجوه إنعامه، وتمكينهم من منافعهم.. قال :
[سورة النبإ (٧٨) : الآيات ١٨ الى ٣٠]
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (١٨) وَ فُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (١٩) وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (٢٠) إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (٢١) لِلطَّاغِينَ مَآباً (٢٢)
لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (٢٣) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً (٢٤) إِلاَّ حَمِيماً وَ غَسَّاقاً (٢٥) جَزاءً وِفاقاً (٢٦) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (٢٧)
وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (٢٨) وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (٢٩) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (٣٠)
مضى معناه «يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً» أي في ذلك اليوم تأتون زمرا وجماعات.
«وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً» أي : تشقّقت وانفطرت.
«وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً» أي كالسراب.
«إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً» أي ممرا. ويقال : ذات ارتقاب لأهلها.
«لِلطَّاغِينَ مَآباً» أي مرجعا.
«لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً» أي دهورا، والمعنى مؤبّدين «لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً إِلَّا حَمِيماً وَ غَسَّاقاً» مضى معناه. ثم يعذّبون بعد ذلك بأنواع أخر من العذاب.
«جَزاءً وِفاقاً» أي : جوزوا على وفق أعمالهم. ويقال : على وفق ما سبق به التقدير، وجرى به الحكم.
«إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً»


الصفحة التالية
Icon