لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٦٩٩
سورة المطفّفين
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
«بِسْمِ اللَّهِ» اسم عزيز رداؤه كبرياؤه، وسناؤه علاؤه، وعلاؤه بهاؤه، وجلاله جماله، وجماله جلاله. الوجود له غير مستفتح، والموجود منه غير مستقبح. المعهود منه لطفه، المأمول منه لطفه.. كيفما قسم للعبد فالعبد عبده إن أقصاه فالحكم حكمه، وإن أدناه فالأمر أمره «١».
قوله جل ذكره :
[سورة المطففين (٨٣) : الآيات ١ الى ٩]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَ إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣) أَ لا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤)
لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٦) كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧) وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩)
«وَيْلٌ» : الويل كلمة تذكر عند وقوع البلاء، فيقال : ويل لك، وويل عليك! و«المطفّف». الذي ينقص الكيل والوزن، وأراد بهذا الذين يعاملون الناس فإذا أخذوا لأنفسهم استوفوا، وإذا دفعوا إلى من يعاملهم نقصوا، ويتجلّى ذلك فى : الوزن والكيل، وفي إظهار العيب، وفي القضاء والأداء والاقتضاء فمن لم يرض لأخيه المسلم ما لا يرضاه لنفسه
_
(١) هذا هو نصر تفسير البسملة كما جاء في م أمّا في ص فهى على النحو التالي :- [بسم اللّه : اسم جليل جلاله لا بالأشكال، وجماله لا على احتذاء أمثال، وأفعاله لا بأغواض وأعلال، وقدرته لا باجتلاب ولا احتيال، وعلمه لا بضرورة ولا استدلال، فهو الذي لم يزل ولا يزال، ولا يجوز عليه فناء ولا زوال ].
وهذا هو تفسير بسملة سورة الانشقاق كما جاء في م وكما سنرى، ومعنى هذا أن اضطرابا حدث في الأمر.
وما دمنا نعرف أن القشيري لا يستوحى إشارته من كل بسملة بطريقة عفوية، ولكن على أساس المغزى العام للسورة.. فقد اخترنا أن تكون بسملة «المطففين» هى هذه على أساس أن قسمة اللّه للعبد قسمة عادله لبس فيها (تطفيف)، وأن ما أوجده اللّه من وجود (غير مستقبح). [.....]


الصفحة التالية
Icon