لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٠٩
سورة البروج
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
«بِسْمِ اللَّهِ» : اسم من لا عقل يكتنهه «١»، اسم من لا مثل يشبهه، اسم من لا فهم «٢» يرتقى إليه بالتصوير، اسم من لا علم ينتهى إليه بالتقدير «٣»، اسم من لم يره بصر إلّا واحد - وهو أيضا مختلف فيه «٤»، اسم من لا يجسر أحد أن يتكلّم بغير ما إذن فيه، اسم من لا قطر يحويه، ولا سرّ يخفيه، ولا أحد يصل إلى معرفته إلّا من يرتضيه.
قوله جل ذكره :
[سورة البروج (٨٥) : الآيات ١ الى ٧]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١) وَ الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ (٣) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (٤)
النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (٦) وَ هُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧)
أراد البروج الاثني عشر «٥».
«وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ» يوم القيامة.
وجواب القسم قوله :«إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ».
قوله جل ذكره :«وَشاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ» يقال : الشاهد اللّه، والمشهود الخلق.
_
(١) أي يدرك كنهه.
(٢) هكذا في النسختين، ومع ذلك فإننا نرجح أنها ربما كانت في الأصل (من لا وهم...) فمن أقوال ذى النون :(كل ما تصور في وهمك فاللّه بخلاف ذلك) الرسالة ص ٤.
٣) نعرف في الاصطلاح أن (التقدير) للّه و(التدبير) للإنسان، ولكن (التقدير) مستعمل هنا خاصا بالإنسان أي أن أحدا لا يستطيع أن (يقدر) اللّه حق قدره.
(٤) يشير بذلك إلى اختلاف الآراء حول رؤية النبي (ص) ربه ليلة المعراج رؤية بصرية (الرسالة ص ١٧٥). [.....]
(٥) وهي التي تسير الشمس في كل منها شهرا، وهى : الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدى والدلو والحوت.


الصفحة التالية
Icon