لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٢٥
و يقال : هو «فجر» قلوب العارفين إذا ارتقوا عن حدّ العلم، وأسفر صبح معارفهم، فاستغنوا عن ظلمة طلب البرهان «١» بما تجلّى في قلوبهم من البيان.
«وَالشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ» جاء في التفاسير : الشفع يوم النّحر، والوتر يوم عرفة «٢».
ويقال : آدم كان وترا فشفع بزوجته حواء.
و في خبر : إنها الصلوات منها وتر (كصلاة المغرب) ومنها شفع كصلاة الصّبح.
ويقال : الشفع الزوج من العدد، والوتر الفرد من العدد.
ويقال : الشفع تضادّ أوصاف الخلق : كالعلم والجهل، والقدرة والعجز، والحياة والموت. والوتر انفراد صفات اللّه سبحانه عمّا يضادّها علم بلا جهل، وقدرة بلا عجز، وحياة بلا موت.
ويقال : الشفع الإرادة والنية، والوتر الهمّة لا تكتفى بالمخلوق ولا سبيل لها إلى اللّه - لتقدّسه عن الوصل والفصل. فبقيت الهمّة غريبة.
ويقال : الشفع الزاهد والعابد، لأن لكل منهما شكلا وقرينا، والوتر المريد فهو كما قيل :
فريد من الخلّان في كل بلدة إذا عظم المطلوب قلّ المساعد
«وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ» «يسرى» يمضى.
قوله جل ذكره :«هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ؟» «حِجْرٍ». لبّ. وجواب القسم :«إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ».

_
(١) أي عن النطاق العقلي.. والعقل - فى نظر الصوفية - مصاب بآفات التجويز والتحير والارتباط بالمحسات.
(٢) يوم عرفة وتر، لأنه تاسع الأيام العشرة، ويوم النحر شفع لأنه عاشرها.. وقد روى حديث بهذا المعنى عن جابر بن عبد اللّه.


الصفحة التالية
Icon