لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٢٦
«أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ...»
ذكر قصص هؤلاء المتقدمين.. إلى قوله :«فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ» أي : شدة العذاب.
[سورة الفجر (٨٩) : الآيات ١٤ الى ١٧]
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (١٤) فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥) وَ أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (١٦) كَلاَّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (١٧)
لا يفوته شى ء.
قوله جل ذكره :«فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَ أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ» «فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ» : أي : شكره.
«فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ». أي : ضيّق، «فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ». أي : أذلّنى. كلا.. ليس الإذلال بالفقر إنما الإذلال بالخذلان للعصيان «١».
قوله جل ذكره :«كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ» أي : أنتم تستحقون الإهانة على هذه الخصال المذمومة فلا تكرمون اليتيم.
[سورة الفجر (٨٩) : الآيات ١٩ الى ٢٥]
وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا (١٩) وَ تُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (٢٠) كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١) وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢) وَ جِي ءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَ أَنَّى لَهُ الذِّكْرى (٢٣)
يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (٢٤) فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (٢٥)
لمّا. أي شديدا.
«وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا» جمّا أي كثيرا.

_
(١) كما نعرف من مذهب القشيري، أقصى درجات الغضب : الخذلان للعصيان وأقصى درجات الرضا :
التوفيق الطاعة.. وكلاهما من اللّه.


الصفحة التالية
Icon