لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٢٧
قوله جل ذكره :«كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا» أي : قامت القيامة.
«وَجاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا» «وَجاءَ رَبُّكَ» أي الملائكة بأمره «١».
ويقال : يفعل فعلا فيسميه مجيئا.
«وَجِي ءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَ أَنَّى لَهُ الذِّكْرى ؟!» يقال : تقاد جهنم بسبعين ألف زمام»
و في ذلك اليوم يتذكر الإنسان.. ولا ينفعه التذكّر، ولا يقبل منه العذر.
«يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي» أي : أطعت ربّى ونظرت لنفسى.
«فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ» أي : لا يعذّب في الدنيا أحد مثلما يعذّبه اللّه في ذلك اليوم.. إذا قرئت الذال بالكسر.
أما إذا قرئت بالفتح «٣» «لا يُعَذِّبُ» فالمعنى : لا يعذّب أحد مثلما يعذّب هذا الكافر «٤».
قوله جل ذكره :
[سورة الفجر (٨٩) : الآيات ٢٧ الى ٣٠]
يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (٢٩) وَ ادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)

_
(١) أي : جاءهم ربّك. أي : ظهرت آياته، وأزيل الشك، وصارت المعارف ضرورية، وظهرت القدرة الإلهية. والمقصود نفى التحول من مكان إلى مكان عن اللّه، فقد جلّت الصمدية عن الارتباط بالتحول الحركى والتقيد الزمانى والمكاني.
(٢) «... كل زمام بيد سبعين ألف ملك، لها تغيظ وزفير، حتى تنصب عن يسار العرش» (ابن مسعود) وفي صحيح مسلم حديث يرويه ابن مسعود بهذا المعنى.
(٣) بالفتح قراءة الكسائي «لا يُعَذِّبُ» «وَلا يُوثِقُ». [.....]
(٤) قيل : هو إبليس لأنه أشد المخلوقات عذابا، وقيل «هو أمية بن خلف لتناهيه في كفره وعناده.


الصفحة التالية
Icon