لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٣٤
«أَشْقاها» عاقرها.
«فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَ سُقْياها» أي : احذروا ناقة اللّه، واحذروا سقياها : أي : لا تتعرّضوا لها.
«فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها...»
أي كذّبوا صالحا، فعقروا الناقة.
«... فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها».
أي : أهلكهم بجرمهم، «فَسَوَّاها» : أي أطبق عليهم العذاب «١».
ويقال : سوّى بينهم ربّهم في العذاب لأنهم كلهم رضوا بعقر الناقة.
قوله جل ذكره :«وَلا يَخافُ عُقْباها» أي : أن اللّه لا يخاف عاقبة ما فعل بهم من العقوبة.
ويقال : قد أفلح «٢» من داوم على العبادة، وخاب من قصّر فيها.
و فائدة السورة : أنه أفلح من طهّر نفسه عن الذنوب والعيوب، ثم عن الأطماع في الأعواض والأغراض، ثم أبعد نفسه عن الاعتراض على الأقسام، وعن ارتكاب الحرام.
وقد خاب من خان نفسه، وأهملها عن المراعاة، ودنّسها بالمخالفات فلم يرض بعدم المعاني حتى ضمّ إلى فقرها منها الدعاوى المظلمة... فغرقت في بحر الشقاء سفينته.

_
(١) بأن سوى عليهم الأرض. [.....]
(٢) هكذا في ص وهي في م (أصلح) وقد رجّحنا ما أثبتنا، فهكذا الآية، ثم ما تلا هذه العبارة.


الصفحة التالية
Icon