لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٤٠
و يقال :«اللَّيْلِ إِذا سَجى » حين ينزل اللّه فيه إلى السماء الدنيا - على التأويل الذي يصحّ في وصفه «١».
«ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى » ما قطع عنك الوحى وما أبغضك «٢».
وكان ذلك حين تأخّر جبريل - عليه السلام - عنه أياما «٣»، فقال أهل مكة : إن محمدا قد قلاه ربّه. ثم أنزل اللّه هذه السورة.
وقيل : احتبس عنه جبريل أربعين يوما، وقيل : اثنى عشر يوما، وقيل : خمسة وعشرين يوما.
و يقال : سبب احتباسه أن يهوديا سأله عن قصة ذى القرنين وأصحاب الكهف، فوعد الجواب ولم يقل : إن شاء اللّه»
«وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى » أي : ما يعطيك في الآخرة خير لك مما يعطيك في الدنيا.
ويقال : ما أعطاك من الشفاعة والحوض، وما يلبسك من لباس التوحيد - غدا - خير مما أعطاك اليوم.
«وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى » قيل : أ فترضى بالعطاء عن المعطى؟ قال : لا.
قوله جل ذكره :«أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ؟»

_
(١) تقدّم التعليق على هذا الخبر في هامش سبق.
(٢) هكذا في ص وهي في م (يغضبك).
(٣) فى البخاري عن جندب بن سفيان قال : اشتكى رسول اللّه (ص) فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءت امرأة (هى العوراء بنت حرب أخت أبى سفيان، وهي حمالة الحطب، زوج أبى لهب) فقالت : يا محمد، إنى لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث، فأنزل اللّه عز وجل «و الضحى». [.....]
(٤) يقال : إن جروا دخل تحت السرير في حجرته ومات، فلما تغيب الوحى سأل خادمه خولة : يا خولة ما حدث في بيتي؟ ما لجبريل لا يأتينى؟ فلما قامت إلى البيت فكنسته وأخبرته بما وجدت... فلما عاده الوحى سأله عن سرّ تأخره فقال جبريل : أما علمت أنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة؟


الصفحة التالية
Icon