لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٥٣
أي حتى يأتيهم رسول من اللّه يقرأ كتبا مطهّرة عن تبديل الكفار.
«فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ» «١» : مستوية ليس فيها اعوجاج.
قوله جل ذكره :«وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ» يعنى : القرآن.
قوله جل ذكره :«وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَ يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكاةَ وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ» «مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ» أي موحّدين لا يشركون باللّه شيئا فالإخلاص ألّا يكون شىء من حركاتك وسكناتك إلّا للّه.
ويقال : الإخلاص تصفية العمل من الخلل.
«حُنَفاءَ» : مائلين إلى الحقّ، عادلين عن الباطل «٢».
«وَ يُقِيمُوا الصَّلاةَ.. وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ» : أي دين الملّة القيمة، والأمة القيّمة، والشريعة القيّمة.
قوله جل ذكره :
[سورة البينة (٩٨) : الآيات ٦ الى ٨]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (٨)
«خالِدِينَ فِيها» : مقيمين. «الْبَرِيَّةِ» : الخليقة.
«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ».

_
(١) يرى القرطبي : أن «كتبا» هنا بمعنى الأحكام لأن كتب بمعنى حكم، قال تعالى :«كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ» سورة المجادلة.
(٢) كلمة «حنيف» من الأضداد، فهى تحمل معنى (الميل) عن الباطل و(الاستقامة) فى طريق الحق.


الصفحة التالية
Icon