لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٦٦
سورة الهمزة
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«بِسْمِ اللَّهِ» : اسم من لا غرض له في أفعاله، اسم من لا عوض عنه في جلاله وجماله.
اسم من لا يصبر العبد عنه مختارا، اسم من لا يجد الفقير «١» من دونه قرارا، اسم من لا يجد أحد من حكمه فرارا.
قوله جل ذكره :
[سورة الهمزة (١٠٤) : الآيات ١ الى ٩]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَ عَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤)
وَ ما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)
يقال : رجل همزة لمزة : أي كثير الهمز والّلمز للناس وهو العيب والغيبة.
ويقال : الهمزة الذي يقول في الوجه، والّلمزة الذي يقول من خلفه.
ويقال : الهمز الإشارة بالرأس والجفن وغيره، واللّمز باللسان.
ويقال : الهمزة الذي يقول ما في الإنسان، واللّمزة الذي يقول ما ليس فيه.
قوله جل ذكره :«الَّذِي جَمَعَ مالًا وَ عَدَّدَهُ» «جمّع» بالتشديد «٢» على التكثير، وبالتخفيف.
«يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ» أي : يبقيه في الدنيا.. كلّا ليس كذلك :
_
(١) الفقير هنا المقصود به الصوفيّ المفتقر إلى اللّه، انظر آخر السورة. [.....]
(٢) هكذا في م وهي في ص غير موجودة، مما قد يشعر باحتمال انصراف الكلام إلى «عَدَّدَهُ» فهى أيضا تقرأ على التشديد والتخفيف.


الصفحة التالية
Icon