لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٦٩
فقال : واللات والعزّى لا أرجع إلّا بإبلى.
فقيل لأبرهة : هذا سيّد قريش ببابك فأذن له، وسأله عن حاجته فأجاب أبرهة : إنها لك غدا، إذا تقدّمت إلى البيت «١».
فعاذ عبد المطلب إلى قريش، وأخبرهم بما حدث، ثم قام وأخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول :
لا همّ إنّ العبد يمنع رحله فامنع حلالك
لا يغلبنّ صليبهم ومحالهم عدوا محالك
إن يدخلوا البلد الحرا م فأمر ما بدا لك «٢»
فأرسل اللّه عليهم طيرا أخضر «٣» من جهة البحر طوال الأعناق، فى منقار كل طائر حجر وفي مخلبه حجران.
قيل : الحجرة منها فوق العدس دون الحمص.
وقيل : فوق الحمص دون الفستق، مكتوب على كل واحدة اسم صاحبها.
وقيل : مخطّطة بالسّواد. فأمطرت عليهم، وماتوا كلّهم.
وقيل : كان الفيل ثمانية وقيل : كان فيلا واحدا.
وفي رواية : إنه كان قبل مولده صلى اللّه عليه وسلم بأربعين سنة.
وقيل : بثلاثة وعشرين سنة. وفي رواية «ولدت عام الفيل» «٤».
قوله جل ذكره :
[سورة الفيل (١٠٥) : الآيات ٢ الى ٥]
أَ لَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)
أي : مكرهم في إبطال.

_
(١) قيل : إن النجاشي قال له : لقد أعجبتنى حين رأيتك، ولكنى زهدت فيك حين كلمتنى.. أ تكلمنى في بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه؟ فقال له عبد المطلب : أنا رب الإبل...
أما البيت فله رب سيمسكه.
(٢) الحلال جمع حل. والمحال : القوة. والعدو بالعين المهملة : الاعتداء.
(٣) قال سعيد بن جبير : هى طير خضر لها مناقير صفر.
(٤) وفي رواية :«ولدت يوم الفيل». وقال قيس بن مخرمة :«ولدت أنا ورسول اللّه (ص) عام الفيل».
م (٤٩) لطائف الإشارات - ج ٣ -


الصفحة التالية
Icon