ج ٣، ص : ٣٢٦
فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا انك أنت علام الغيوب وقد مر تفسير الآية فى سورة المائدة.
فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ أى على الرسل والمرسل إليهم حين يقول الرسل لا علم لنا أو حين أنكر الأمم التبليغ وشهد عليهم أمة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم بِعِلْمٍ أى بمعلومنا منهم أو المعنى عالمين بظواهرهم وبواطنهم وَما كُنَّا غائِبِينَ عن الرسل فيما بلغوا أو عن الأمم فيما أجابوا وفيما شهد عليهم أمة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم وانما كان السؤال لتوبيخ الكفرة وتقريعهم واظهار شرف الأنبياء والمسلمين وتفضيل أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم بالشهادة.
وَالْوَزْنُ أى وزن الأعمال بالميزان مبتدأ خبره يَوْمَئِذٍ أى كائن يوم إذا تحقق السؤال من المرسلين والمرسل إليهم الْحَقُّ صفة للمبتدأ ومعناه العدل السوىّ أو خبر لمحذوف أى هو الحق لا شبهة فيه يجب الايمان به أخرج البيهقي فى البعث عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنهما فى حديث سوال جبرئيل عن الايمان قال يا محمد ما الايمان قال ان تؤمن باللّه وملئكة ورسله وتؤمن بالجنة والنار والميزان وتؤمن بالبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره قال فإذا فعلت هذا فانا مؤمن قال نعم قال صدقت وأخرج ابن المبارك فى الزهد والآجري فى الشريعة عن سلمان وأبو الشيخ فى تفسيره عن ابن عباس قال الميزان له لسان وكفتان واختلفوا فى كيفية الوزن فقال بعضهم يوزن صحايف أعمالهم لما روى الترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عمر رضى اللّه عنهما قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يجاء برجل من أمتي على رؤس الاشهاد يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر فيقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتى الحافظون فيقول لا يا رب فيقول بلى ان لك عندنا حسنة وانه لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها اشهد ان لا اله الا اللّه واشهد ان محمدا عبده ورسوله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول انك لا تظلم فتوضع السجلات فى كفة والبطاقة فى كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم اللّه تعالى شىء وأخرج أحمد بسند حسن عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم توضع الموازين يوم القيامة فيوتى بالرجل فيوضع فى كفة ويوضع ما احصى عليه فتمايل به الميزان فيبعث به إلى النار فإذا أدبر به إذا صائح يصيح من عند الرحمن لا تعجلوا فانه قد بقي له فيوتى