ج ١، ص : ١٣
أبى العالية - الالف آلاء اللّه - واللام لطفه - والميم ملكه - وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه الر وحم ون مجموعها الرحمن - وعن ابن عباس ان الم معناه انا اللّه اعلم - وقال البغوي روى سعيد بن جبير عن ابن عباس المص انا اللّه اعلم وافصل والر انا اللّه ارى والمر انا اللّه اعلم وارى - وقيل اشارة إلى مدد أقوام وآجال بحساب الجمل - روى البخاري في تاريخه وابن جرير من طريق ضعيف انه صلى اللّه عليه وسلم لما اناه اليهود تلا عليهم الم البقرة فحسبوا فقالوا كيف ندخل في دين مدته احدى وسبعون سنة - فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا فهل غيره فقال المص والر - والمر - فقالوا خلطت علينا فلا ندرى بايها نأخذ - ورد هذه الأقوال بان كونها اسماء السور مستلزم لوقوع الاشتراك في الاعلام من واضع واحد وذلك ينافى المقصود بالعلمية - وأيضا التسمية بثلاثة اسماء فصاعدا مستنكر وأيضا تسمية بعض السور دون بعض بعيد - وبان هذه الألفاظ لم تعهد مزيدة للدلالة على الفصل والاستيناف - وان كان كذلك كانت على كل سورة - وبان الاقتصار على بعض حروف الكلمة غير مستعمل واما الشعر فشاذ على ان في الشعر قوله قفى في السؤال قرينة على ان قولها قاف من وقفت بخلاف أوائل السور إذ لا قرينة هناك على ان الالف من الآء اللّه - واللام لطفه ونحو ذلك - وما روى عن بعض الصحابة والتابعين فمصروف عن الظاهر والا فهى اقوال متعارضة - وتخصيص حرف بكلمة من الكلمات المشتملة على تلك الحروف دون غيرها ترجيح بلا مرجح وبان تبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على فهم اليهودي - الظاهر انه صلى اللّه عليه وسلم تعجب على جهله - وقيل انه مقسم بها لشرفها من حيث انها بسائط اسماء اللّه تعالى - ومادة خطابه وهذا التأويل يحوج إلى إضمار أشياء لا دليل عليها واختار البيضاوي ان حروف التهجي لما كانت عنصر الكلام وبسائطه التي يتركب
منها افتتحت السور بطائفة منها إيقاظا لمن يتحدى بالقران وتنبيها على ان المتلو عليهم كلام منظوم مما ينظمون منه كلامهم فلو كان من عند غير اللّه لما عجزوا عن الإتيان بمثله وليكون أول ما يقرع الاسماع مستقلا بنوع من الاعجاز - فان النطق بأسماء الحروف من الأمي معجزة كالكتابة سيما وقد روعى في ذلك ما يعجز عنه الأديب الفائق في فنه حيث أورد اربعة عشر اسماء نصف عدد أسامي الحروف في تسع وعشرين سورة بعدد الحروف


الصفحة التالية
Icon