ج ٤، ص : ١١
(قصة غزوة بدر) والسبب في خروج النبي صلى اللّه عليه وسلّم انه سمع أبا سفيان ابن حرب مقبلا من الشام في الف بعير لقريش فيها اموال عظام ولم يبق بمكة قرشى ولا قرشية له مثقال فصاعدا الا بعث به في العير فيقال ان فيها خمسين الف دينار وفيها سبعين رجلا كذا ذكر ابن عقبة وابن عابد قال البغوي قال ابن عباس وابن الزبير ومحمد بن إسحاق والسدى اقبل أبو سفيان من الشام في أربعين راكبا من كبار قريش فيهم عمرو بن العاص ومخرمة ابن نوفل الزهري فندب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم للخروج معه وقال هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا لعل اللّه ان يغتمكوها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم وتخلف عنه بشر كثير وكان من تخلف لم يلم وذلك انهم لم يظنوا ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يلقى حربا ولم يحتقل لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم احتقالا بليغا فقال من كان ظهره حاضرا فليركب معنا فجعل رجال يستأذنونه في ظهورهم في علو المدينة قال لا الا من كان ظهره حاضرا - وبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قبل خروجه من المدينة بعشر ليال طلحة بن عبيد اللّه وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان خبر العير فبلغا ارض خوار فنزلا على كشد بن مالك الجهني فأجارهما وانزلهما وكنتم عليها حتى مرت العير ثم خرجا وخرج معهما كشد ضى أوردهما ذا المروة « ١ » فقد ما ليخبرا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فوجداه قد خرج فلما أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ينبع « ٢ » اقطعها لكشد فقال يا رسول اللّه انى كبير لكن اقطعها لابن أخي فاقطعه إياها فابتاعها منه عبد الرحمن بن سعد بن زرارة رواه عمر بن شيبة وأدرك أبا سفيان رجل من خدام بالرزقا فاخبره ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ينتظر رجوع العير فخرج أبو سفيان ومن معه خايفين للرصد ولما دنا أبو سفيان من الحجاز جعل يتجسس الاخبار ويسأل من نقى من الركبان تخوفا على امر
الناس حتى أصاب خبرا من بعض الركبان ان محمد صلى اللّه عليه وسلّم قد استنفر لك ولعيرك فحذر عند ذلك واستاجر ضمضم بن عمرو الغفاري بعشرين مثقالا فبعثه إلى مكة وامره ان يجدع بعيره ويحول رحله ويشق قميصه من قبله ومن دبره إذا يأتي مكة ويأتى قريشا وليستنفرهم إلى أموالهم
_________
(١) قرية بينها وبين المدينة ثمانية برد ١٢
(٢) قرية جامعه بين مكة والمدينة ١٢ -


الصفحة التالية
Icon