ج ٤، ص : ٣٦
صلى اللّه عليه وسلم وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفوا عن كثير وسافسرها لك يا عليّ ما أصابكم من مرض أو عقوبته أو بلاء فى الدنيا فبما كسبت ايديكم واللّه عز وجل أكرم من ان يثنى عليهم العقوبة فى الاخرة وما عفى اللّه عنه فى الدنيا فاللّه احكم من ان يعود بعد عفوه واللّه اعلم روى الترمذي وحسنه والحاكم عن عكرمة عن ابن عباس قال قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليك بالعير ليس دونها شيء فناداه العباس وهو أسير فى وثاقه لا يصلح فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم قال لأن اللّه وعدك احدى الطائفتين وقد اعطاك ما وعدك قال صدقت.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً حال من فاعل لقيتم ومفعوله أى متزاحفين بعضكم إلى بعض مختلطين المسلمون بالمشركين والتزاحف التداني فى القتال كذا قال البغوي قلت وانما سمى التداني فى القتال تزاحفا لأنه ماخوذ من زحف الصبى إذا دب على استه قليلا أو من زحف البعير إذا أعيى فيسير قليلا يجر فرسه فان مزاحمة العدو يمنعهم عن الاسراع فى المشي فكانهم يزحفون كما يزحف الصبى فالزحف مصدر ولذلك لم يجمع كقولهم قوم عدل وقال الليث الزحف جماعة يزحفون إلى عدو لهم فهم الزحف بالفتح والإسكان والجمع الزحف بالضمتين وفى القاموس الزحف الجيش يزحفون إلى العدو واختار البيضاوي هذا المعنى حيث فسرز حفا بمعنى كثيرا فعلى هذا اما ان يكون حالا من الذين كفروا يعنى إذا لقيتم جماعة كثيرة من الكفار فضلا من ان يكونوا مثلكم أو قليلا منكم فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ (١٥) أى لا تولوا ظهوركم بالانهزام واما من الفاعل والمفعول جميعا والمعنى إذا لقيتم متكثرين بجماعة كثيرة من الكفار وحينئذ يكون جريان الحال جريا على العادة فان الغالب قتال لمتكثرين بالمتكثرين واما من الفاعل وحده ويكون اشعارا بما سيكون منهم يوم حنين حين تولوا وهم اثنا عشر الفا والأظهر عندى فى تفسير الآية ما قال البغوي فانه يقتضى عموم النهى سواء كان من الفريقين جماعات أو فرادى فان مقابلة الجمع بالجمع يقتضى انقسام الآحاد على الآحاد


الصفحة التالية
Icon