ج ٤، ص : ٤٠
بقوس فرمى الحصن فاقبل السهم يهوى حتى قتل ابن أبى الحقيق وهو فى فراشه فانزل اللّه وما رميت إذ رميت وهذا مرسل جيد لكنه غريب واللّه اعلم وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ أى لينعم اللّه عليهم مِنْهُ أى ما فعل بَلاءً حَسَناً نعمة عظيمة قوله تعالى ليبلى معطوف على محذوف يعنى فعل ما فعل ليظهر دينه ويقهر أعدائه ويبلى المؤمنين أى يعطيهم نعمة عظيمة النصر
والغنيمة وتقويته الايمان بمشاهدة الآيات واجر الجهاد والشهادة ودرجات القرب وغرفات الجنان ومرضاة اللّه تعالى قلت كأنَّه جواب سوال مقدر وهو ان اللّه تعالى كان قادرا على ان يهلك الكفار أجمعين من غير مجاهدة المؤمنين وقتالهم حتى قتل بعضهم ومن غير امداد الملئكة وأيضا كان ملك من الملئكة كاف فى إهلاكهم كما فعل بأشياعهم من قبل حيث قال وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين انكانت الا صيحة واحدة فإذا هم خامدون فاى فائدة فى امدادهم بثلاثة آلاف من الملئكة وقتال الملئكة وغير ذلك فيقول اللّه سبحانه فعلنا هذا كله لاظهار دينه وإعطاء المؤمنين من الانس والملئكة نعمة من اللّه من الاجر والثواب والنصر والغنيمة ولو أهلك كلهم بقدرته أو بصيحة ملك واحد ولم يبق من المشركين أحد لم ينل أحد منهم فضل الايمان باللّه تعالى وقد أمن كثير من بقي منهم بعد ذلك وما نال المؤمنون اجر الجهاد والشهادة والغنيمة والفضل وما نال الملئكة ذلك الفضل - (فصل) فيما ورد فى فضائل أهل بدر روى البخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي قال جاء جبرئيل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال ما تعدون أهل بدر فيكم قال أفضل المسلمين أو كلمة نحوها قال جبرئيل وكذلك من شهد بدر أمن الملائكة وروى أحمد وابن ماجه عن رافع بن خديج نحوه وروى أحمد بسند صحيح على شرط مسلم عن جابر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية وروى أبو داود وابن ماجة والطبراني بسند جيد عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اطلع اللّه على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وروى أحمد عن حفصة قالت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول انى لارجوا ان لا يدخل النار إنشاء اللّه أحد