ج ٤، ص : ٥٤
الكفر والمعصية والفساد وكل ما يفضى إلى العذاب قال اللّه تعالى واتقوا فتنة وقال الا في الفتنة سقطوا والفتنة أشد من الكفر وتسمية الأموال والأولاد بالفتنة لانها سبب الوقوع في الإثم والعقاب أو لانها امتحان من اللّه تعالى فلا يحملنكم حبهم على الخيانة قيل هذا أيضا نزلت في أبى لبابة لأن أمواله وأولاده كانت في بنى قريظة فقال ما قال خوفا عليهم عن عايشة ان النبي صلى اللّه عليه وسلّم اتى بصبى فقبله فقال اما انهم مبخلة مجبنة « ١ » وانهم لمن ريحان اللّه رواه البغوي وروى أبو يعلى عن أبى سعيد الولد ثمر القلب وانه مجبنة مبخلة محزنة وروى الحكيم عن خولة بنت حكيم الولد من ريحان الجنة وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٨)
لمن نصح لله ورسوله وادى أمانته ورعى حدوده وآثر رضاء اللّه تعالى على حبهم.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ بطاعته وترك معصيته يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً أى بصيرة في قلوبكم تفرقون بها بين الحق والباطل وهو المعنى بقوله صلى اللّه عليه وسلّم اتقوا فراسته المؤمن فانه ينظر بنور اللّه رواه البخاري في التاريخ والترمذي عن أبى سعيد والطبراني وابن عدى عن أبى امامة وابن جرير عن ابن عمرو قوله صلى اللّه عليه وسلّم استفت نفسك وان أفتاك المفتون رواه البخاري في التاريخ عن وابصة بسند حسن قلت هذا بعد فناء القلب وتزكية النفس عن الرذائل وحينئذ يتحقق حقيقة التقوى ويسمى هذا في اصطلاح الصوفية بالكشف والمراد بالفرقان نصرا يفرق بين المحقق والمبطل بإعزاز المؤمنين وإذلال الكافرين وقال مجاهد يجعل له مخرجا في الدنيا والاخرة عما يحذرون وقال مقاتل بن حيان مخرجا في الدين من الشبهات وهذا يناسب الأول وقال عكرمة نجاة يفرق بينكم وبين ما تخافون وقال الضحاك ثباتا وقال ابن إسحاق فصلا بين الحق والباطل يظهر اللّه به حقكم ويطفى بطلان من خالفكم والفرقان مصدر كالرجحان والنقصان وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ أى يمحو عنكم ويستر لكم ما سلف من ذنوبكم وَيَغْفِرْ لَكُمْ نعمائه روى
_________
(١) أى سبب للجبن والبخل لا يتصدى الرجل لاجل حبهم على الجهاد وعلى انفاق المال والولد محزن سبب للحزن ١٢


الصفحة التالية
Icon