ج ٤، ص : ٦٥
اشارة إلى الخبيث لأنه مقدر بالفريق الخبيث أو إلى المنفقين هُمُ الْخاسِرُونَ (٣٧) الكاملون في الخسران حيث اشتروا باموالهم عذاب الآخرة.
قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا عن الكفر ومعاداة الرسول وقتاله يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ من الكفر والفساد والذنوب وقد اسلم جماعة كثيرة منهم أبو سفيان بن حرب وصفوان بن امية وعكرمة بن أبى جهل وعمرو بن العاص وغيرهم خلق كثير واسلم من أسارى بدر عباس بن عبد المطلب وعقيل ابن أبى طالب ونوفل بن حارث وأبو العاص بن الربيع وأبو عزيز بن عمير العبدري والصائب بن أبى جيش وخالد بن هشام المخزومي وعبد اللّه بن أبى السائب والمطلب بن حنطب وأبو وداعة السهمي وعبد اللّه بن أبى خلف ووهب بن عمير الجمحي وسهيل بن عمر العامري وعبد اللّه بن زمعة أخو أم المؤمنين سودة وقيس بن السائب ولسطاس مولى امية بن خلف والسائب بن عبيد اسلم يوم بدر بعد ان فدى نفسه وعدى بن خيار اسلم يوم الفتح والوليد بن الوليد بن المغيرة افتكه هشام وخالد فلما افتدى اسلم فعاتبوه في ذلك فقال كرهت ان يظن بي انى جزعت من الاسر ولما اسلم حبسه أخواله فكان عليه السلام يدعوا له في القنوت ثم أفلت ولحق بالنبي صلى اللّه عليه وسلّم عام القضاء روى مسلم عن عمرو بن العاص قال أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلّم فقلت ابسط يمينك فلا بايعك فبسط يمينه فقبضت يدى فقال مالك يا عمرو قال أردت ان اشترط قال تشترط ما ذا قلت ان يغفر لى قال ا ما علمت يا عمرو ان الإسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله وَإِنْ يَعُودُوا إلى قتاله فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (٣٨) الذين تحادوا الأنبياء بالتدمير كما جرى على أهل بدر فليتوقعوا مثل ذلك.
وَقاتِلُوهُمْ يعنى الكفار أيها المؤمنون حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ أى فساد في الأرض يعنى حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يدوهم صاغرون وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ليس المراد بالدين هاهنا ملة الإسلام وما يتعبد اللّه به والا يلزم التعارض بين هذه الآية وبين قوله تعالى حتى يعطوا الجزية بل المراد منه القهر والغلبة والاستعلاء والسلطان والملك والحكم ذكر تلك المعاني للدين في القاموس عن المقداد بن اسود انه سمع رسول اللّه


الصفحة التالية
Icon