ج ٤، ص : ١٠٥
يهود نقضوا العهد وأظهروا البغي والحسد وقطعوا ما كان بينهم وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من العهد فبينما هم على ما هم من اظهار العداوة ونبذ العهد قدمت امرأة من العرب يجلب لها قناعها بسوق بنى قينقاع وجلست إلى صائغ بها لحلى فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فلم تفعل فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها من ورائها فخله بشوكة وهى لا تشعر فلما قامت بدت عورتها فضحكوا منها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا وشدت اليهود على المسلم فقتلوه ونبذوا العهد واستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود وغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بنى قينقاع وانزل اللّه سبحانه واما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء ان اللّه لا يحب الخائنين فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم انما أخاف من بنى قينقاع فسار إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بهذه الآية وحمل لواه حمزة بن عبد المطلب واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر فتحصنوا في حصنهم فحاصرهم أشد الحصار خمسة عشر ليلة حتى قذف اللّه في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على ان لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أموالهم وان لهم النساء والذرية وأمرهم ان يجلوا من المدينة فخرجوا بعد ثلث فاخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم صفيه والخمس وقسم اربعة أخماسه على أصحابه وكان أول خمس بعد بدر إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ (٥٩) روى البغوي بسنده عن رجل من حمير قال كان بين معاوية وبين الروم عهد وكان يسير نحو بلادهم حتى إذا انقضى العهد غزاهم فجاء رجل على فرس وهو يقول اللّه اكبر اللّه اكبر وفاء لا غدر فإذا عمرو بن عنبسة فارسل إليه معاوية فسأله فقال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشدّ عقده ولا يحلها حتى ينقضى أمدها أو ينبذ
إليهم عهدهم على سواء فرجع معاوية.
وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا قرأ حفص وابن عامر وحمزة لا يحسبن بالياء التحتانية على ان الفاعل الموصول والمفعول الأول أنفسهم فحذف للتكرار أو الفاعل ضمير من خلفهم وقرأ الباقون بالتاء الفوقانية على الخطاب ومفعولاه الذين كفروا سبقوا يعنى لا تحسبنهم سابقين فائتين من عذابنا قال البغوي