ج ٤، ص : ١٠٦
نزلت الآية في الذين انهزموا يوم بدر من المشركين إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (٥٩) قرأ ابن عامر بفتح الالف والمعنى لانهم لا يعجزون وقيل لا زائدة والمعنى لا يحسبن الذين كفروا انهم يعجزون وسبقوا حينئذ حال بمعنى سابقين أى مفلتين وقرأ الجمهور بكسر الالف على الابتداء.
وَأَعِدُّوا أيها المؤمنون لَهُمْ أى لنا قضى العهد أو للكفار مَا اسْتَطَعْتُمْ إعدادها والاعداد اتخاذ الشيء لوقت الحاجة مِنْ قُوَّةٍ أى أسباب وآلات واعمال يقويكم على حربهم من الخيل والسلاح والمصارعة ونحو ذلك واللهو بالرمي والبندقة وغير ذلك ومنه جمع المال عدة للجهاد وقيل هى الحصون عن عقبة بن عامر يقول سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو على المنبر يقول واعدوا لهم ما استطعتم من قوة الا ان القوة الرمي الا ان القوة الرمي الا ان القوة الرمي رواه مسلم وعنه قال ستفتح عليكم الروم ويكفيكم اللّه فلا يعجز أحدكم ان يلهو باسهمه رواه مسلم وعن أبى نجيح السلمى قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول من بلغ بسهم في سبيل اللّه فهو له درجة في الجنة ومن رمى بسهم في سبيل اللّه فهو له عدل محرر رواه النسائي وروى أبو داود الفصل الأول وروى الترمذي الفصل الثاني وزاد من شاب شيبة في سبيل اللّه كانت له نورا يوم القيامة وروى البيهقي في شعب الايمان الفصول الثلاثة غير انه قال من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة وعن عقبة بن عامر قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول من علم الرمي ثم تركها فليس منا أو قد عصى رواه مسلم وعن أبى أسيد قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم بدر حين صففنا لقريش وصفوا لنا إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل رواه البخاري وعن عقبة بن عامر الجهني قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول ان اللّه تعالى يدخل بالسهم الواحد ثلثة نفر في الجنة صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به ومنبله فارموا واركبوا وان ترموا أحب إلى من ان تركبوا كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه بفرسه وملاعبته امرأته فانهن من الحق رواه الترمذي وابن ماجة وزاد أبو داود والدارمي ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة
عنه فانه نعمة تركها أو قال كفرها وفي رواية للبغوى ان اللّه يدخل بالسهم الواحد الجنة ثلثة صانعه