ج ٤، ص : ١١٢
صلى اللّه عليه وآله وسلم رضا فخذوه فاخذه عمر فلما صار عباس في يده قال له يا عباس اسلم فو اللّه لئن تسلم أحب الىّ من ان يسلم الخطاب وما ذاك الا لما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يعجبه إسلامك وروى البخاري والبيهقي عن أنس بن مالك ان رجالا من الأنصار استأذنوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقالوا يا رسول اللّه ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه قال لا واللّه لا تذرن درهما فاستشار رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال ما تقولون في هؤلاء الأسرى ان اللّه قد مكنكم منهم وانما هم إخوانكم فقال أبو بكر يا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أهلك وقومك قد اعطاك اللّه الظفر ونصرك عليهم هولاء بنو العم والعشيرة والاخوان استبقهم وانى ارى ان تأخذ الفداء منهم فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى ان يهديهم بك فيكونوا لك عضداء فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما تقول يا ابن الخطاب قال يا رسول اللّه قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك ما ارى ما رأى أبو بكر ولكنى ارى ان تمكننى من فلان قريب لعمر فاضرب عنقه حتى يعلم اللّه انه ليست في قلوبنا مودة للمشركين هؤلاء صناديد قريش وأئمتهم وقادتهم فاضرب أعناقهم وقال عبد اللّه ابن رواحة يا رسول اللّه انظروا ديا كثير الحطب فاضرمه عليهم نارا فقال العباس وهو يسمع ما يقول قطعت رحمك فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم البيت فقال ناس يأخذ بقول أبى بكر وقال ناس يأخذ بقول عمرو قال ناس يأخذ بقول عبد اللّه بن رواحة ثم خرج فقال ان اللّه تعالى ليلين قلوب أقوام حتى تكون ألين من اللبن وان اللّه ليشدد قلوب أقوام حتى تكون أشد من الحجارة مثلك يا أبا بكر في الملئكة مثل ميكائيل ينزل بالرحمة ومثلك في الأنبياء مثل ابراهيم قال من اتبعنى فانه منى ومن عصانى فانك غفور رحيم ومثلك يا أبا بكر مثل عيسى بن مريم إذ قال ان
تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم ومثلك يا عمر في الملئكة مثل جبرئيل ينزل بالشدة والبأس والنقمة على اعداء اللّه ومثلك في الأنبياء مثل نوح إذ قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ومثلك في الأنبياء مثل موسى