ج ٤، ص : ١١٣
إذ قال ربّنا اطمس على أموالهم و
اشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يرووا العذاب الأليم لو انفقتما ما خالفتكما أنتم عالة فلا يفلتن منهم أحد الا بفداء وبضرب عنق فقال عبد اللّه بن مسعود يا رسول اللّه الا سهل بن بيضاء فانه سمعته يذكر الإسلام فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال فما رأيتنى في يوم أخاف ان يقع على الحجارة من السماء منى في ذلك اليوم حتى قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الا سهل بن بيضاء فلما كان الغد غدا عمر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأبو بكر يبكيان فقال يا رسول اللّه ما يبكيكما فان وجدت بكاء بكيت والا تباكيت لبكائكما فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن كان يصبنا في خلاف ابن الخطاب عذاب اليم ولو نزل العذاب ما أفلت منه الا ابن الخطاب لقد عرض علىّ عذابكم ادلى من هذه الشجرة لشجرة قريبة منه فانزل اللّه تعالى.
ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ « ١ » قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بالتاء الفوقانية والباقون بالياء التحتانية لَهُ أَسْرى كذا قرأ الجمهور وقرأ أبو جعفر أسارى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ أى يكثر القتل ويوهن الكفار ويذل الكفر من أثخنه المرض أثقله فالمفعول محذوف أى يثخن الأسرى في الأرض قال في القاموس أثخن فلانا أى أى أوهنه وأثخن في العدو أى بالغ بالجراحة فيهم تُرِيدُونَ أيها المؤمنون عَرَضَ الدُّنْيا حطامها بأخذ الفداء وَاللَّهُ يُرِيدُ لكم ثواب الْآخِرَةَ بقتل المشركين ونصركم دين اللّه وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٧) قال ابن عباس كان هذا يوم بدر والمسلمون يومئذ قليل فلما كثروا واشتد سلطانهم نسخ اللّه تعالى هذا الحكم بقوله فاما منا بعد واما فدآء فجعل لنبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم والمؤمنين في امر الأسارى خيار ان شاؤا قتلوهم وان شاؤا استعبدوهم وان شاؤا أفادوهم وان شاؤا اعتقوهم.
_________
(١) قال القاضي أبو الفضل العياض رحمه اللّه في الشفاء ليس في قوله تعالى ما كان للنبى ان يكون له اسرى الا الزام ذنب النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بل فيه بيان ما خص به وفضل من سائر الأنبياء فكانه هذا النبي غيرك كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أحلت لى الغنائم ولم يحل لنبى قبلى قال القاضي أبو الفضل عياض رحمه اللّه خطاب لمن أراد ذلك منهم وتجرد غرضه الغرض الحيوة الدنيا ولاستكثار منها وليس المراد بهذا النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ولا عامة أصحابه بل قد روى عن الضحاك انهما نزلت حين انهزم المشركون يوم يدر واشتغل الناس بالسلم وجمع الغنائم عن القتل حتى خشى عمر ان يعطف عليهم العدو. ١٢