ج ٤، ص : ١١٥
حيث وجدتموهم وعند الجمهور قوله تعالى فاما منا بعد واما فداء غير منسوخ لما ذكرنا من قول ابن عباس انه لما كثر المسلمون واشتد سلطانهم انزل اللّه تعالى فاما منا بعد الآية وقوله تعالى اقتلوا المشركين المراد به غير الأسارى للاجماع على جواز استرقاقهم وقد قال أبو حنيفة يجوز تركهم ذمة لنا أخرج مسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي عن عمران بن حصين ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فدى رجلين من المسلمين برجل من المشركين وأخرج أحمد ومسلم واصحاب السنن الاربعة عن سلمة بن الأكوع قال غزونا فزارة مع أبى بكر امرّه علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما كان بيننا وبين الماء ساعة أمرنا أبو بكر فعرسنا ثم شن الغارة فورد الماء فقتل من قتل عليه فانظر إلى عنق من الناس فيهم الذراري فخشيت ان...
يسبقونى إلى الجبل فرميت بسهم بينهم وبين الجبل فلما راوا السهم وقفوا فجئت بهم اسوقهم وفيهم امرأة من بنى فزارة عليها قشع من آدم معها ابنة لها من احسن العرب فسقتهم حتى أتيت بهم أبا بكر فنفلنى ابنتها فقدمنا المدينة ما كشفت لها ثوبا فلقينى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في السوق فقال يا سلمة هب لى المرأة فقلت يا رسول اللّه قد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا فسكت حتى إذا كان من الغد لقينى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في السوق فقال يا سلمة هب المرأة للّه أبوك فقلت هى لك يا رسول اللّه واللّه ما كشفت لها ثوبا فبعث بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ففدى بها ناسا من المسلمين كانوا أسروا بمكة وروى ابن إسحاق بسنده وأبو داود من طريقه إلى عائشة قالت لما بعث أهل مكة في فدآء أساراهم بعث زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في فداء أبى العاص بمال وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة رضى اللّه عنها أدخلتها بها على أبى العاص حين بنى عليها فلما رأى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ذلك رق لها رقة شديدة وقال لاصحابه ان رأيتم ان تطلقوا لها أسيرها وتردوا الذي لها فافعلوا ففعلوا ورواه الحاكم وصححه وزاد وكان النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قد أخذ عليها ان يخلى زينب إليه ففعل وذكر ابن إسحاق ان ممن منّ عليه رسول اللّه