ج ٤، ص : ١٥٠
والايمان باللّه والجهاد مع النبي صلى اللّه عليه وسلم خير مما هم عليه وقال البغوي قال الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي وكذا أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي انها نزلت في على بن أبى طالب والعباس بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة افتخروا فقال طلحة انا صاحب البيت بيدي مفاتيحه وقال العباس انا صاحب السقاية والقائم عليها وقال على ما أدرى ما يقولون لقد صليت إلى القبلة ستة سنة يعنى قبل الناس وانا صاحب الجهاد فانزل اللّه أجعلتم سقاية الحاج وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ السقاية والعمارة مصدر ان من أسقي وعمر فلا بد هاهنا من تقدير ما يقال بحذف المضاف في المشبه أو في المشبه به فيقال أجعلتم أهل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن أو يقال أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد كايمان من أمن باللّه وجهاد من جاهدوا ما ان يقال المصدر بمعنى الفاعل يعنى ساقى الحاج وعامر المسجد الحرام كقوله تعالى والعاقبة للتقوى يويده قراءة عبد اللّه بن الزبير أجعلتم سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام...
على جمع الساقي والعامر والاستفهام للانكار فان كان نزول الآية في اختلاف المؤمنين بالمشركين كما يدل عليه قول ابن عباس ومحمد بن كعب وغيرهما فلا خفاء في انكار المشابهة بين المشركين وأعمالهم المحبطة بالمؤمنين وأعمالهم المثبتة وإن كان نزولها في اختلاف المؤمنين كما روى مسلم عن النعمان بن بشير فالمراد بعمارة المسجد بنائها دون ادامة الذكر والصلاة فيها فان دوام الذكر أفضل من الجهاد لقوله صلى اللّه عليه وسلم ما من شيء أنجى من عذاب اللّه من ذكر اللّه رواه مالك والترمذي وابن ماجة من حديث معاذ بن جبل ورواه البيهقي في الدعوات الكبير من حديث عبد اللّه بن عمر وزاد قالوا ولا الجهاد في سبيل اللّه قال ولا الجهاد في سبيل اللّه الا ان يضرب بسيفه حتى ينقطع وقوله صلى اللّه عليه وسلم الا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والورق وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى قال ذكر اللّه رواه أحمد والترمذي


الصفحة التالية
Icon