ج ٤، ص : ٢١٢
صلى اللّه عليه وسلم وكانوا إذا أرادوا على باب الغار نسج العنكبوت قالوا لم يدخله أحد وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم قائما يصلى وأبو بكر يرتقب فقال أبو بكر يا رسول اللّه هؤلاء قومك يطلبونك اما واللّه ما على نفسى ابكى ولكن مخافة ان ارى فيك ما اكره فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم يا أبا بكر لا تخف ان اللّه معنا وفي الصحيحين عن أبى بكر الصديق قال قلت للنبى صلى اللّه عليه وسلم ونحن في الغار لو ان أحدهم نظر إلى قدمه لابصر ما تحت قدمه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين اللّه ثالثهما وروى أبو نعيم في الحلية عن عطاء بن ميسرة قال نسجت العنكبوت مرتين مرة على داؤد حين كان طالوت يطلبه ومرة على النبي صلى اللّه عليه وسلم في الغار وذكر البلاذري في تاريخه وأبو سعيد ان المشركين استاجروا رجلا يقال له علقمة بن كرز بن هلال الخزاعي واسلم عام الفتح فقفا لهم الأثر حتى انتهى إلى غار ثور وهو بأسفل مكة فقال هنا انقطع اثره ولا أدرى أخذ يمينا أو شمالا ثم صعد الجبل فلما انتهوا إلى فم الغار قال امية بن خلف ما أريكم في الغار ان عليه لعنكبوتا كان قبل ميلاد محمد ثم جاء قبال وروى البيهقي عن عروة ان المشركين لما فقدوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركبوا في كل وجه يطلبونه وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم ويجعلون لهم الجعل العظيم وأتوا على الجبل الذي فيه الغار الذي فيه النبي صلى اللّه عليه وسلم حتى طلعوا فوقه وسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبو بكر أصواتهم فاشفق أبو بكر وبكى واقبل عليه الهم والحزن والخوف فعند ذلك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لابى بكر لا تحزن ان اللّه معنا
أقسمت بالقمر المنشق ان له من قلبه نسبة مبرورة القسم
وما حوى الغار من خير ومن كرم وكل طرف من الكفار عنه عمى
فالصدق في الغار والصديق لم يرما « ١ » وهم يقولون ما بالغار من ارم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على خير البرية لم تنسج ولم تحم
وقاية اللّه اغنت عن مضاعفة من الدروع وعن ال من الأطم
_________
(١) لم يبرحا ١٢.