ج ٤، ص : ٢١٥
فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال هل بها لبن قالت هى اجهد من ذلك قال أتأذنين لى ان احلبها قالت بابى أنت وأمي ان رايت بها حلبها فو اللّه ما ضربها من فحل قط فشانك « ١ » بها فدعا بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فمسح بيده ضرعها وظهرها وسمى اللّه ودعا لها في شانها فتفاجت عليه ودرت ودعا باناء يربض « ٢ » الرهط فحلب فيه ثجا « ٣ » حتى علاه البهاء سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب صلى اللّه عليه وسلم وقال ساقى القوم آخرهم شربا ثم حلب فيه ثانيا بعد بداء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها ثم تابعها وارتحلوا عنها وروى ابن سعد وأبو نعيم عن أم معبد قالت بقيت الشاة التي لمس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عندها حتى كان زمان الرمادة وهى سنة ثمان عشرة من الهجرة زمن عمر بن الخطاب وكنا نحلبها صبوحا « ٤ » وغبوقا وما في الأرض قليل ولا كثير وروى البيهقي من وجه آخر قصة أم معبد بزيادة ونقصان وفيه عند الماء جاء ابنها باعنز يسوقها فقالت له انطلق بهذه العنزة والشفرة « ٥ » إلى هذين الرجلين فقل لهما يقول لكما أبى اذبحا هذه وكلا وأطعما فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم انطلق بالشفرة وجئنى بالقدح قال انها عنزة وليس بها لبن قال انطلق فانطلق فجاء بقدح فمسح النبي صلى اللّه عليه وسلم ضرعها ثم حلب ملأ القدح الحديث وفيه قال أبو بكر فلبثنا ليلتين ثم انطلقنا وكانت تسميه المبارك وكثرت غنمها حتى جلبت جلبا إلى المدينة فمر أبو بكر فرأه ابنها فعرفه فقال يا أمته ان هذا الرجل الذي كان مع المبارك فقامت إليه فقالت يا عبد اللّه من الرجل الذي كان معك قال هو نبى اللّه قالت فادخلنى عليه فاطعمها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكساها وأسلمت قال هشام بن جيش فلما لثبت حتى جاءها زوجها أبو معبد يسوق أعنزا حبالى عجافا « ٦ » فلما راى اللبن عجب وقال من اين لك هذا اللبن يا أم
معبد والشاء عازب ولا حلوب في البيت قال لا واللّه الا انه مر رجل
_________
(١) فشانك منصوب بفعل مقدر أى أصلح أو نحو ذلك ١٢.
(٢) يربض أى يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض من ربض بالمكان إذا لصق به ١٢.
(٣) أى لنا كثيرا حتى علا الإناء بهاء اللبن وهو وبيص رغوته ١٢.
(٤) صبوح ما يشرب أول النهار غبوق ما يشرب اخر النهار ١٢.
(٥) جمع حامل وهى التي لم تحمل فيدل على العي ١٢.
(٦) أى بعيد المرعى لا تنود إلى المرج في الليل ١٢.