ج ٤، ص : ٢١٦
مبارك من حاله كذا وكذا قال صفية يا أم معبد قالت رايت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه نجلة ولم تزرئه صعلة وسيما قسيما في عينيه رعج وفي اشفاره وطف وفي صوبة صحل أو قالت صهل وفي عنقه سطح وفي لحيته كثافة أزج اقرن ان صمت فعليه الوقار وان تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب فصل لا نزر ولا هذر كان منطقه خرزات نظمن يتحدون ربعة لا يشناه طول ولا تفتحمه عين من قصر غضبا بين غصنين فهو انظر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدر اله رفقاء يحفون به ان قال انصتوا لقوله وان امر ابتدروا إلى امره محفود محشود لا عابس ولا معتد فقال أبو معبد هذا واللّه صاحب قريش الذي ذكر لنا من امره بمكة ولقد همت ان اصحبه ولافعلن ان وجدت إلى ذلك سبيلا قالت اسماء رضى اللّه عنها لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبو بكر أتانا رجال من قريش فيهم أبو جهل فوقفوا على باب أبى بكر فخرجت إليهم فقالوا اين أبوك يا ابنة أبى بكر قلت لا أدرى واللّه اين أبى فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدى لطمة طرح منها قرطى قالت ثم انصرفوا فمكثنا ثلثة ايام ما ندرى اين توجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى اقبل رجل من الجن من أسفل مكة يتغنى بأبيات من شعر غنا العرب وتبعه الناس يسمعون صوته وما يرونه حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول جزا اللّه رب العرش خير جزائه رفيقين قالا « ١ » خيمتى أم معبدهما نزلاها بالهدى فاهتدى به وقد فاز من امسى رفيق محمد فيا لقصى مازوى « ٢ » اللّه عنكم به من فقال لا تجارى وسود وليهن بنى كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمومنين بمرصد سلوا أختكم عن شاتها وانائها فانكم ان تسالوا الشاة تشهدوا دعاه بشاة حائل فتحلبت إليه بصريح ضرة « ٣ » الشاة مزيد فغادرها رهنا لديه لحالب « ٤ » يردها في مصدر ثم مورد وفي رواية عند البيهقي بسند حسن في فضة أم معبد انه طلبت قريش رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى بلغوا أم معبد فسالوها عنه فقالوا ارايت محمدا من خلقه كذا فوصفوه لها فقالت ما تقولون قد ضافنا حالب الحائل قالت قريش فذاك الذي أردنا قال البيهقي يحتمل انه صلى اللّه عليه وسلم راى الشاة التي
_________
(١) قال من القيلوة.
(٢) زوى جمع وقبض صرع اللبن الخالص.
(٣) ضرة اصل الفرع زيد أى علاه الزبد ١٢.
(٤) يعنى يحلبها مرة بعد اخرى ١٢.


الصفحة التالية
Icon