ج ٤، ص : ٢٢١
عليه وسلم هل أبقيت لاهلك شيئا قال نعم مثل ما جئت به وحمل العباس طلحة بن عبيد اللّه وسعد بن عبادة وحمل عبد الرحمن بن عوف مائتى اوقية إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتصدق عاصم بن عدى تسعين وسقا من تمر وجهز عثمان بن عفان ثلث ذلك الجيش حتى كان يقال ما بقيت لهم حاجة حتى كفاهم قال محمد بن يوسف الصالحي كان ذلك الجيش زيادة على ثلثين الفا فيكون رضى اللّه عنه جهز عشرة آلاف وذكر أبو عمرو في الدرر وتبعه في الاشارة ان عثمان حمل على تسعمائة بعير ومائة فرس بجهازها وقال ابن إسحاق أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها وفقل ابن هشام عمن يثق به ان عثمان أنفق في جيش العسرة عشرة آلاف درهم قال محمد بن يوسف الصالحي يعنى غير الإبل والزاد وما يتعلق بذلك قال فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اللهم ارض عن عثمان فانى راض عنه وروى أحمد والترمذي وحسنه والبيهقي عن عبد الرحمن بن سمرة قال جاء عثمان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بألف دينار فصبها في حجر النبي صلى اللّه عليه وسلم فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقلبها بيده ويقول ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم يرددها مرارا قال ابن عقبة وتخلف المنافقون عن غزوة تبوك وحدثوا أنفسهم ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يرجع إليهم ابدا
فاعتذروا وقال محمد بن عمر وجاء ناس من المنافقين إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يستاذنوه في القعود من غير علة فاذن لهم وكانوا بضعة وثمانين رجلا فانزل اللّه تعالى فيهم.
لَوْ كانَ اسم كان مضمر أى لو كان ما دعوا إليه عَرَضاً قَرِيباً أى متاعا دنيويا أو المعنى غنيمة قريبته المتناول وَسَفَراً قاصِداً أى متوسطا لَاتَّبَعُوكَ لوافقوك في الخروج طلبا للغنيمته وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ يعنى المسافة فانها تقطع بمشقة وقيل الشقة الغاية التي يقصدونها وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ متعلق بسيحلفون أو هو من جملة كلامهم والقول مراد في الوجهين يعنى سيحلفون باللّه قائلين لو استطعنا لخرجنا أو سيحلفون المتخلفون إذا رجعت من تبوك معتذرين يقولون باللّه لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ ساد مسد جواب القسم والشرط