ج ٤، ص : ٢٥٩
حذيفة ان يأتيه بطعمة ابن أبيرق وعبد اللّه بن عيينة وهو الذي قال لاصحابه اسهروا هذه اللية تسلموا الدهر كله فو اللّه مالكم امر دون ان يقتلوا هذا الرجل فدعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال ويحك ما كان ينفعك من قتلى لوانى قتلت فقال عدو اللّه يا نبى اللّه واللّه ما نزال بخير ما اعطاك اللّه النصر على عدوك انما نحن باللّه وبك فتركه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال لحذيفة ادع مرة بن الربيع وهو الذي ضرب بيده على عاتق عبد اللّه بن أبى ثم قال تمطى أو قال تميطى والنعيم لنا من بعده كائن تقتل الواحد المفرد فيكون الناس عامة عامة بقتله مطمئنين فدعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال ويحك ما حملك ان تقول الذي قلت فقال يا رسول اللّه ان كنت قلت شيئا من ذلك انك العالم به وو ما قلت شيئا من ذلك فجمعهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهم اثنى عشر رجلا الذين حاربو اللّه ورسوله صلى اللّه عليه وسلم وأرادوا قتله فاخبرهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقولهم ومنطقهم وسرهم وعلانيتهم واطلع اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم على ذلك بعلمه وذلك قوله تعالى وهموا بما لم ينالوا ومات الاثنا عشر منافقين محاربين اللّه ورسوله صلى اللّه عليه وسلم قال حذيفة فيما رواه البيهقي ودعا عليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال اللهم ارمهم بالدبيلة قال شهاب من نار يقع على نياط « ١ » قلب أحدهم فيهلك وروى مسلم عنه ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال فى أصحابي اثنا عشر رجلا منافقا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل فى سلم الخياط ثمانية تكفيهم الدبيلة سراج من نار يظهر بين أكتافهم حتى ينجم من صدورهم قال البيهقي وروينا عن حذيفة انهم كانوا اربعة عشر أو خمسة عشر وهذه القصة وقعت فى مرجعه صلى اللّه عليه وسلم من تبوك إلى المدينة قال اللّه تعالى.
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لام قسم أى واللّه لئن سالتهم عن استهزائهم بك وبالقرآن وهم سائرون معك فى غزوة تبوك لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ (٦٥) يعنى قل ذلك توبيخا على استهزائهم بمن لا يصح الاستهزاء به وإلزاما للحجة عليهم ولا تعبا باعتذارهم
_________
(١) نياط القلب هو عرق به علق القلب من الوتين إذا قطع مات صاحبه ١٢.