ج ٤، ص : ٢٦٦
اليه طباعهم أول ما يقرع أسماعهم ثم وصفه بانه محفوف بطيب العيش معرى عن شوائب الكدورات التي لا يخلوا عن شىء منها أماكن الدنيا وفيها ما تشتهى الا نفس وتلذ الأعين ثم وصفه بانه دار اقامة وثبات فى جوار العليين لا يعتريهم فيها فناء ولا تغير ثم وعدهم بما هو اكبر من ذلك فقال وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أى شىء من رضوان اللّه أَكْبَرُ نعمة من سائر النعم فى الصحيحين عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان اللّه تعالى يقول لاهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا ترضى وقد أعطيتنا ما لم... تعط أحدا من خلقك « ١ » فقال انا أعطيتكم أفضل من ذلك قالوا وما أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم ابدا وأخرج الطبراني فى الأوسط... وصححه عن جابر يرفعه إذا دخل أهل الجنة الجنة قال اللّه تعالى هل تسألون شيئا فازيدكم قالوا يا ربنا فما خير مما أعطيتنا قال رضوان من اللّه اكبر ذلِكَ الرضوان أو جميع ما تقدم هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٧٢) الذي يستحقر دونه ما سواه.
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ بالسيف وَالْمُنافِقِينَ قال ابن عباس والضحاك يعنى باللسان وترك الرفق وتغليظ الكلام وقال الحسن وقتادة بإقامته الحدود وقال ابن مسعود يجاهدهم بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وقال لا يلقى المنافق الا بوجه مكفهر وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ فى الآخرة جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٧٣) هى قال عطاء نسخت هذه الآية كل شىء من العفو والصفح واللّه تعالى أعلم - أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالسا فى ظل شجرة فقال انه سياتيكم انسان ينظر بعينين شيطان فطلع رجل ازرق فدعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال علام تشتمنى أنت وأصحابك فانطلق الرجل فجاء بأصحابه فحلفوا باللّه ما قالوا حتى تجاوز عنهم فانزل اللّه تعالى.
يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن
_________
(١) الظاهر ان المراد من الخلق فى قوله أعطيتنا ما لم يعط أحدا من خلقك الملائكة إذ لا يجوز ان ير أحد التفصيل على أهل النار من الانس والجن ولا على ما لا يعقل واللّه اعلم منه.