ج ٤، ص : ٣١٢
ابطأ بعيره فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نحو ذلك وتلوّم أبو ذر بعيره فلما ابطأ عليه أخذ متاعه فحمله على ظهره ثم خرج يتبع اثر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ماشيا قال محمد بن عمر كان أبو ذر يقول ابطأت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى غزوة تبوك من أجل بعيري وكان نضوا « ١ » أعجف فقلت اعلفه أياما ثم الحق برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فعلفته أياما ثم خرجت فلما كنت بذي المودة إذ مر بي فتلومت عليه يوما فلم ار به حركة فاخذت متاعى فحملته وتطلعت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نصف النهار فنظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول اللّه ان هذا الرجل يمشى على الطريق وحده فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول اللّه هو واللّه أبو ذر فقال رحم اللّه أبا ذر يمشى وحده ويموت وحده ويبعث وحده قال محمد بن يوسف الصالحي فكان كذلك فلما قدم أبو ذر على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخبره خبره فقال لقد غفر اللّه تعالى لك يا أبا ذر بكل خطوة ذنبا إلى ان بلغتني وروى الطبراني عن أبى خيثمة وابن إسحاق ومحمد بن عمر عن شيوخهما قال لما سار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أياما دخل أبو خيثمة على اهله فى يوم حار فوجد امرأتين له فى عريشين لهما فى حائط وقد رشت كلواحدة منهما عريشها وبرّدت له فيه ماء وهيات له فيه طعاما فلما دخل قام على باب العريش فنظر إلى امرأتيه وما صنعتا له فقال سبحان اللّه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر حرفى انصح والريح والحر يحمل سلاحه على عنقه وأبو خيثمة فى ظل بارد وطعام مهيا وامرأة حسناء فى ماله مقيم ما هذا بالنصف ثم قال واللّه لا ادخل عريش واحدة منكما حتى الحق برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تهيا لى زادا ففعلتا ثم قدم ناضحه فارتحله ثم خرج فى طلب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى
أدركه حتى نزل تبوك وقد أدرك أبا خيثمة عمير بن وهب الجمحي فى الطريق لطلب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فترافقا حتى إذا دنوا من تبوك قال أبو خيثمة لعمير بن وهب ان لى ذنبا فلا عليك ان تخلف عنى اتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ففعل حتى إذا دنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال الناس هذا راكب مقبل فقال رسول اللّه
_________
(١) نضوا الدابة التي هزلته الاسفار وأذهبت لحمها ١٢.


الصفحة التالية
Icon