ج ٤، ص : ٣١٥
لا يقدم الا فى الضحى فيبدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين فيقعد فيه ثم يدخل على فاطمة ثم على أزواجه فبدأ بالمسجد فركعهما ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جأه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى اللّه فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب فقال تعال فجئت امشى حتى جلست بين يديه وعند ابن عابد فاعرض عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال يا رسول اللّه لم تعرض عنى فو اللّه ما نافقت ولا ارتبت ولا بدلت فقال لى ما خلفك الم تكن قد اتبعت ظهرا فقلت بلى انى واللّه يا رسول اللّه لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت انى ساخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلا ولكنى واللّه لقد علمت لأن حدثتك حديث كذب ترضى به عنى ليوشكن اللّه تعالى ان يسخطك ولان حدثتك حديث صدق تجد على فيه انى لارجوا فيه عفو اللّه لا واللّه ما كان لى من عذر واللّه ما كنت أقوى ولا أيسر منى حين تخلفت عنك فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اما هذا فقد صدق فقم حتى يفضى اللّه فيك بما يشاء فمضيت وثار رجال من بنى سلمة فاتبعونى فقالوا لى ما علمناك كنت إذ نبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت ان لا تكون اعتذرت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بما اعتذر إليه المخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فو الله ما زالوا يؤنّبوننى حتى أردت ان ارجع فاكذب نفسى فقلت ما كنت اجمع أمرين أتخلف عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وكذبه ثم قلت لهم هل بقي هذا معى أحد قالوا نعم رجلان قالا مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما قالوا مرارة بن الربيع العمرى وهلال بن امية الواقفي وعند ابن أبى حاتم من مرسل الحسن ان سبب تخلف الأول انه كان حائط حين زهى فقال فى نفسه قد غزوت قبلها فلو أقمت عامى هذا فلما تذكر ذنبه قال
اللهم انى أشهدك انى قد تصدقت به فى سبيلك وان الثاني كان له أهل تفرقوا ثم رجعوا فقالوا قمت هذا العام عندهم فلما تذكر قال اللهم لك على ان لا ارجع إلى أهلي ولا مالى قال كعب فذكروا رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة فمضيت حين