ج ٤، ص : ٣١٧
بها التنور فسجرته بها وعند ابن عابد انه شكى حاله إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وقال ما زال اعراضك عنى حتى رغب فىّ أهل الشرك قال كعب حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يأتينى قال محمد بن عمر هو خزيمة بن ثابت وهو الرسول إلى مرارة وهلال بذلك فقال كعب فقال ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأمرك ان تعزل امرأتك فقلت أطلقها أم ماذا افعل قال لابل اعتزلها ولا تقربها وأرسل إلى صاحبى بمثل ذلك فقلت لامراتى الحقي باهلك فتكونى عندهم حتى يقضى اللّه فى هذا الأمر قال كعب بن مالك فجاءت امراة هلال بن امية أى خولة بنت عاصم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت يا رسول اللّه ان هلال بن امية شيخ ضايع ليس له خادم وعند ابن أبى شيبة انه شيخ قد ضعف بصره انتهى فهل تكره ان اخدمه قال لا ولكن لا يقر بك قالت انه واللّه ما به حركة إلى شىء واللّه ما زال يبكى منذ كان من امره ما كان إلى يومه هذا قال كعب فقال لى بعض أهلي لو استأذنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فى امرأتك كما اذن لامراة هلال بن امية ان يخدمه فقلت واللّه لا استاذن فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وما يدرينى ما يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا استاذنه فيها وانا رجل شاب فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عن كلامنا وعند عبد الرزاق وكانت توبتنا نزلت على النبي صلّى اللّه عليه وسلم ثلث الليل فقالت أم سلمة يا نبى اللّه الا نبشر كعب بن مالك قال إذا يحطمنكم الناس ويمنعونكم النوم سائر الليل فلما صليت الفجر صبح خمسين ليلة وافا على ظهر بيت من بيننا فبينا انا جالس على الحال التي ذكر اللّه تعالى قد ضاقت على نفسى وضاقت على الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أو فى على جبل سلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك البشر وعند محمد بن عمر و
كان الذي اوفى على جبل سلع أبا بكر الصديق فصاح قد تاب اللّه على كعب يا كعب البشر وعند عقبة ان رجلين سعيا كعبا يبشرانه فسبق أحدهما فارتقى المسبوق على سلع فصاح يا كعب البشر بتوبة اللّه وقد انزل اللّه عز وجل فيكم القرآن وزعموا ان الذين سبقا أبو بكر وعمر قال كعب نخررت ساجدا ابكى فرحا بالتوبة وعرفت انه قد جاء فرج وآذن « ١ » رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم
_________
(١) بالمد اعلم ١٢.