ج ٤، ص : ٣٢٩
الصحيحين عن ابن عمرو أحمد عن جابر وابى كبشة الأنماري وابى حميد الساعدي ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لما مر بالحجر تقنع بردائه وهو على الرحل فاوضع راحلته حتى خلف أبيات ثمود ولما نزل هناك تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم واستقى الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود وعجنوا ونصبوا القدور باللحم فبلغ ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فنودى فى الناس الصلاة جامعة فلما اجتمعوا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم الا ان تكونوا باكين ان يصيبكم ما أصابهم ولا تشربوا من مائها ولا تتوضاوا منه للصلاة واهريقوا القدور واعلفوا العجين الإبل ثم ارتحل بهم حتى نزل على البير التي كانت تشرب منها الناقة وقال لا تسألوا الآيات فقد سالها قوم صالح سألوا نبيهم ان يبعث لهم آية فبعث اللّه تبارك وتعالى لهم الناقة فكانت ترد هذا الفج وتصدر « ١ » من هذا الفج « ٢ » فعتوا عن امر ربهم فعقروها وكانت تشرب مياههم يوما ويشربون لبنها يوما فعقروها فاخذتهم صيحة اخمد اللّه تعالى من تحت أديم السماء منهم إلا رجلا واحدا كان فى حرم اللّه قيل من هو يا رسول اللّه قال أبو رغال فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه ما تدخلون على قوم غضب اللّه عليهم فناداه رجل منهم تعجب منهم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم الا أنبئكم بأعجب من ذلك رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وبما هو كائن بعدكم فاستقيموا وسددوا فان اللّه لا يعبأ بعذابكم شيئا وسيأتى اللّه بقوم لا يدفعون عن أنفسهم بشئ تهب عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقومن أحد ومن كان له بعير فليوثق عقاله ولا يخرجن أحد منكم الا ومعه صاحب له ففعل الناس ما أمرهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إلا رجلين من بنى ساعدة خرج أحدهما لحاجته وخرج الآخر فى طلب بعير له فاما الذي خرج لحاجته فانه خنق على مذهبه واما الذي ذهب فى
طلب بعيره فاحتملته الريح حتى طرحته على جبل طى فاخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بذلك فقال الم أنهكم ان يخرج أحد الا ومعه صاحب له ثم دعا للذى أصيب على مذهبه فشفى واما لاخر فان طيا أهدته إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم
_________
(١) تصدر أى ترجع بعد ورود ١٢.
(٢) أى الموضع الذي ينغوط فيه ١٢.


الصفحة التالية
Icon