ج ٤، ص : ٣٣٢
ثم رجع مثل الذي صب ففعل ذلك ثلثة ايام وفى قصة اخرى روى محمد بن عمر وأبو نعيم وابن عساكر عن عرباض بن سارية فذكر قصة انه قال كنا ثلثة انا وجعال بن سراقة وعبد اللّه بن مغفل المزني كلنا جياع انما نعيش بباب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قبة ومعه زوجته أم سلمة فطلب شيئا فلم يجد فخرج فنادى بلا لاهل من عشاء لهولاء النفر فاخذ الجرب ينفضها جرابا جرابا فتقع التمرة والثمرتان حتى رايت فى يده سبع تمرات ثم دعا بصفحة فوضع التمر فيها ثم وضع يده على التمرات وسمى اللّه تعالى فقال كلوا بسم اللّه فاكلنا فأحصيت أربعا وخمسين تمرة اكلتها أعدها عدا ونواها فى يدى الاخرى وصاحباى يصنعان مثل ما اصنع وشبعنا وأكل كل واحد منا خمسين تمرة ورفعنا أيدينا فإذا التمرات السبع كما هى فقال يا بلال ارفعها فانه لا يأكل منها أحد الا نسهل شبعا فلما أصبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وصلّى صلوة الصبح انصرف إلى فناء قبته فجلس وجلسنا حوله وفقراء من المسلمين عشرة فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم هل لكم من الغداء فدعا بلالا بالتمرات فوضع يده عليهن فى الصفحة ثم قال كلوا بسم اللّه فاكلنا فوالذى بعثه بالحق حتى أشبعنا وانا لعشرة ثم رفعوا منها أيديهم شبعا وإذا التمرات كما هى فقال لو لا انى استحيى من ربى لاكلنا من هذه التمر حتى نرد المدينة من آخرنا وطلع غليم من أهل البلد فاخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم التمرات بيده فدفعها إليه فولّى الغلام يلوكهن روى محمد بن عمر انه هاجت ريح شديد بتبوك فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لموت منافق عظيم النفاق فقدموا المدينة فوجدوا منافقا عظيم النفاق قد مات روى محمد بن عمر انه قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم نفر من سعد هزيم فقالوا يا رسول اللّه انا قدمنا إليك وتركنا أهلنا على بير قليل مائها وهذا القيظ ونحن نخاف
ان تفرقنا ان نقتطع لأن الإسلام لم يغش حولنا بعد فادع اللّه لنا فى مائنا فانا ان روينا به فلا قوم اغرمنا لا يقربنا أحد مخالف لديننا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ابغوني حصيات فتناول بعضهم ثلث حصيات فدفعهن إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فعركهن بيده ثم قال اذهبوا بهذه الحصيات إلى بيركم فاطرحوا واحدة واحدة وسموا اللّه تعالى فانصرف القوم من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ففعلوا ذلك فجاشت بيرهم بالرواء ونفوا من حاربهم من أهل الشرك ووطئوهم فما انصرف


الصفحة التالية
Icon