ج ٥، ص : ٢١
عن الهلاك والآفات وهى الجنة وقال قتادة السلام هو اللّه تعالى وداره الجنة وتخصيص هذا الاسم للتنبيه على ذلك عن جابر قال جاءت ملائكة إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو نائم فقالوا ان لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا قال بعضهم انه نائم وقال بعضهم ان العين نائمة والقلب يقظان فقالوا مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة - فقالوا اوّلوها له يفقهها قال بعضهم انه نائم وقال بعضهم ان العين نائمة والقلب يقظان فقالوا الدار الجنة والداعي محمد فمن أطاع محمدا فقد أطاع اللّه ومن عصى محمدا فقد عصى اللّه محمد فرق بين الناس رواه البخاري ورواه الدارمي عن ربيعة الجرشى نحوه بلفظ قيل لى سيد بنى دارا وصنع مأدبة وأرسل داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضى عنه السيد ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة وسخط عليه السيد قال فالله السيد ومحمد الداعي والدار السلام والمأدبة الجنة - وقيل المراد بالسلام التحية سميت الجنة دار السلام لأن أهلها يحيّى بعضهم بعضا بالسلام والملئكة يدخلون عليهم من كلّ باب يقولون سلم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدّار ويَهْدِي من الناس مَنْ يَشاءُ هدايته إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٥) وهو دين الإسلام وطريق السنة وطريق الوصول إليه تعالى وفى تعميم الدعوة وتخصيص الهداية بالمشية دليل على ان الأمر غير الارادة وان الكافر لم يرد اللّه هدايته -.
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا العمل فى الدنيا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى حديث الإحسان ان تعبد ربك كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فى الصحيحين من حديث عمر فى قصة سوال جبرئيل الْحُسْنى يعنى المثوبة الحسنى أى الجنة أخرج ابن مردوية عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا شهادة ان لا اله الا اللّه الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى اللّه وَزِيادَةٌ وهو النظر إلى وجه اللّه الكريم كذا روى ابن جرير وابن مردوية عن أبى موسى الأشعري عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال يبعث اللّه تعالى يوم القيامة مناديا ينادى بصوت يسمعه أولهم وآخرهم يا أهل الجنة ان اللّه وعدكم الحسنى


الصفحة التالية
Icon