ج ٥، ص : ٣٥
فيكون مرغوبا ويترتب عليه اجر مرغوب والنهى يقتضى قبحه فهو مرهوب يترتب عليه اجر مرهوب وَشِفاءٌ أى دواء موجب للشفاء لِما فِي الصُّدُورِ أى فى صدوركم من الأمراض القلبية يعنى العقائد الفاسدة وتعلقات القلوب بما سوى اللّه تعالى - أخرج ابن مردوية عن أبى سعيد الخدري قال جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم قال انى اشتكى صدرى قال اقرأ القرآن يقول اللّه تعالى وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وله شاهد من حديث واثلة بن الأسقع أخرجه البيهقي فى شعب الايمان وَهُدىً أى اراءه طريق إلى العقائد « ١ » الحقة وسبيل الجنة ومراتب القرب من اللّه سبحانه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتّل كما كنت ترتل فى الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقراها رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي عن عبد اللّه بن عمرو وَرَحْمَةٌ من اللّه تعالى لِلْمُؤْمِنِينَ (٥٧) أى لمن أمن به منكم فانهم هم المنتفعون به كاسبون رحمة اللّه بتلاوته واتباعه - قال البغوي الرحمة النعمة على المحتاج فانه لو اهدى ملك إلى ملك شيئا لا يقال قد رحمه وان كان ذلك نعمة لأنه لم يضعها فى محتاج -.
قُلْ يا محمّد شكرا له تعالى فى جواب ما قال منة عليكم بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ يعنى جاءنا الموعظة والشفاء والهداية والرحمة بفضل اللّه تعالى ورحمة منه دون استحقاق منا فَبِذلِكَ الفضل من اللّه والرحمة أو بمجيء القرآن فَلْيَفْرَحُوا تقديره فبذلك ليفرحوا فليفرحوا - والتكرير للتأكيد والتقرير وإيجاب اختصاص مجيء الكتاب أو الفضل والرحمة بالفرح دون ما عداهما من فوائد الدنيا فحذف أجد الفعلين لدلالة المذكور عليه - والفاء فى قوله فبذلك داخلة لمعنى الشرط كأنَّه قيل ان فرحوا بشيء فليفرحوا بذلك - أو للربط بما قبلها والدلالة على ان مجيء الكتاب الموصوف بما ذكر موجب للفرح - وقيل المراد بفضل اللّه ورحمته إنزال القرآن - وقال مجاهد وقتادة فضل اللّه الايمان ورحمته القرآن - وقال أبو سعيد الخدري فضل اللّه القرآن ورحمته ان جعلنا من اهله - أخرج أبو الشيخ وغيره عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بفضل اللّه أى القرآن وبرحمته ان جعلكم من اهله - وقال ابن عمر فضل اللّه الإسلام ورحمته تزيينه فى القلوب - وقال خالد بن معدان فضل اللّه الإسلام
_________
(١) في الأصل إلى عقائد.


الصفحة التالية
Icon