ج ٥، ص : ٦٩
بخمسين الف سنة قال وعرشه على الماء رواه مسلم وعن ابن مسعود قال حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان خلق أحدكم يجمع فى بطن امه أربعين يوما نطفة - ثم تكون علقة مثل ذلك - ثم تكون مضغة مثل ذلك - ثم يبعث اللّه إليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله واجله ورزقه وشقى أو سعيد الحديث متفق عليه - وعن أبى الدرداء قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان اللّه عز وجل فرغ إلى كل عبد من خلقه من خمس من اجله وعمله ومضجعه واثره ورزقه رواه أحمد - كانّه أريد بالآية كونه عالما بالمعلومات كلها وبما بعدها ببيان كونه قادرا على الممكنات بأسرها تقريرا للتوحيد ولما سبق من الوعد والوعيد
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ أى خلقهما وما فيهما - أو المراد بالسماوات ما هو فى جهة العلو - وبالأرض ما هو فى جهة السفل - وجمع السموات دون الأرض لاختلاف العلويات بالأصل والذات دون السفليات وَكانَ عَرْشُهُ قبل خلق السموات والأرض عَلَى الْماءِ قال البغوي وكان ذلك الماء على متن الريح - وقال كعب الأحبار خلق اللّه عز وجل ياقوتة خضراء - ثم نظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد - ثم خلق الريح فجعل الماء على متنها - ثم وضع العرش على الماء - وقال ضمرة ان اللّه عز وجل كان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وخلق القلم فكتب به ما هو كائن من خلقه وما هو خالق من خلقه ثم ان ذلك سبح اللّه ومجّده الف عام قبل ان يخلق شيئا من خلقه وروى البخاري عن عمران بن حصين قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان اللّه ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء - ثم خلق السموات والأرض وكتب فى الذكر كل شيء الحديث - وقد ذكرنا بعض ما ورد من الاخبار فى العرش فى تفسير اية الكرسي فى سورة البقرة لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا أى ليعاملكم معاملة المبتلى المختبر لاحوالكم وهو اعلم بكم حتّى يظهر فيكم استحقاق الثواب والعقاب فان السموات والأرض وما فيها اسباب ومواد لوجودكم ومعاشكم وما يحتاج إليه أعمالكم يستدعى ان تشكروا ربكم - ودلائل وامارات تستدلون بها على صانعكم وتستنبطون منها معرفة ربكم - فقوله ليبلوكم متعلق بخلق وفيه اشارة إلى ان السموات والأرض وما بينهما لم تخلق لانفسها بل توطية وتمهيدا لخلق المكلفين بل لخلق المؤمنين بل لخلق أحسنهم عملا