ج ٥، ص : ٨١
قرا حمزة والكسائي وحفص بضم العين وتشديد الميم من التفعيل بمعنى أخفيت والباقون بفتح العين وتخفيف الميم من المجرد بمعنى خفيت عليكم فلم تهتدوا إليها « ١ » بالحجة - يقال بصيرة ومبصرة إذا يهتدى بها - ويقال عمياء إذا لا يهتدى بها - وتوحيد الضمير لأن البينة فى نفسها هى الرحمة - أو لأن خفاءها يوجب خفاء النبوة أو على تقدير فعميت به النبوة وحذفها للاختصار أو لأنه لكل واحد منهما أَنُلْزِمُكُمُوها أى نلزمكم على الاهتداء بها أى بالبينة أو الرحمة ونجبركم على قبولها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (٢٨) لا تريدونها قال قتادة لو قدر الأنبياء ان يلزموا قومهم الايمان لالزموا ولكن لم يقدروا -
وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أى على التبليغ فهو وان لم يذكر لكنه معلوم مما ذكر مالًا أى جعلا يثقل عليكم ان أديتم أو علىّ ان لم تؤدوا إِنْ أَجرِيَ قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص بفتح الياء والباقون بإسكانها - يعنى ليس ثوابى إِلَّا عَلَى اللَّهِ بناء على وعده تفضلا وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا جواب لهم حين سالوا طردهم ليؤمنوا به انفة من المجالسة معهم إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ فيخاصمون طاردهم عنده - أو انهم يلاقونه ويفوزون بقربه - فكيف اطرد اولياء اللّه ومقربيه وَلكِنِّي قرأ نافع والبزي وأبو عمر بفتح الياء والباقون بإسكانها أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٩) بلقائهم ربهم أو بمراتب قربهم من اللّه أو فى التماس طردهم أو تتسفهون عليهم بان تدعوهم اراذل أو تجهلون عاقبة أمركم
وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ يدفع انتقامه منى إِنْ طَرَدْتُهُمْ وهم بتلك الصفة والمثابة أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣٠) بإدغام التاء فى الذال يعنى أفلا تتعظون وتعقلون لتعرفوا ان التماس طردهم ليس بصواب
وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ أى خزائن رزقه وأمواله يعنى لست مدعيا فضلى عليكم بالمال حتّى تنكرونه وتقولون ما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ ولا أَعْلَمُ الْغَيْبَ عطف على عندى خزائن اللّه ولا أقول انا اعلم الغيب حتّى تكذبونى استبعادا - أو حتّى اعلم ان هؤلاء الذين اتبعونى بادى الرأى من غير بصيرة وعقد قلب - وعلى الثاني يجوز عطفه على أقول وَلا أَقُولُ لَكُمْ « ٢ » إِنِّي مَلَكٌ حتّى تنكرونه وتقولون ما أنت الا بشر مثلنا وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ _________
(١) فى الأصل إليه الحجة -
(٢) فى الأصل كلمة لكم داخا