ج ٥، ص : ٩٥
إنسانا بالذلة فيقول ناصية فلان بيد فلان - قال الضحاك يعنى يميتها ويحييها - وقال الفراء مالكها والقادر عليها وقال القتيبي يقهرها لأن من أخذت بناصية فقد قهّرته إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٦) يعنى انه على الحق والعدل فيجازى المحسن على إحسانه والمسيء على عصيانه ولا يضيع عنده معتصم به ولا يفوته.
فَإِنْ تَوَلَّوْا حذفت احدى التاءين يعنى ان تعرضوا عمّا دعوتكم إليه فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ يعنى ان أعرضتم يهلككم اللّه - ويستبدل بكم قوما غيركم أطوع منكم يوحدونه ويعبدونه - حيث لم يبق لكم عذر بعد ما أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ولا بأس به علىّ فانى قد ادّيت ما علىّ من البلاغ وَلا تَضُرُّونَهُ تعالى باعراضكم شَيْئاً من الضرر انما تضرون أنفسكم - وقيل معناه لا تنقصونه شيئا إذا أهلككم لأن وجودكم وعدمكم عنده سواء إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ حَفِيظٌ (٥٧) رقيب لا يخفى عليه ما تصنعون ولا يغفل عن مجازاتكم أو حافظ مستول على كل شيء فلا يمكن ان يضره شيء -.
وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا بالعذاب أو عذابنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وكانوا اربعة آلاف بِرَحْمَةٍ بنعمة مِنَّا أى بفضل منا لا بعملهم أو بالايمان الّذي أنعمنا عليهم وَنَجَّيْناهُمْ كرر نجينا للتأكيد والتعظيم والتهويل مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (٥٨) وهو الريح الّتي أهلك بها عادا - وقد مر قصتها فى سورة الأعراف.
وَتِلْكَ عادٌ
انث اسم الاشارة باعتبار القبيلة - وقيل اشارة إلى اثار عاد يعنى فسيحوا فى الأرض وانظروا إليها ثم وصف إليها أحوالهم فقال جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ كفروا بها وَعَصَوْا رُسُلَهُ يعنى هودا وغيره من المرسلين فان كلهم يدعون إلى التوحيد ويصدق بعضهم بعضا فعصيان واحد منهم عصيان بجميعهم وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ متكبر عَنِيدٍ (٥٩) لا يقبل الحق يقال عند الرجل يعنه عنودا إذا أبى ان يقبل الشيء وان عرفه - وقال أبو عبيد العنيد والعنود والمعاند المعارض لك بالخلاف - يعنى اتبعوا كبراءهم الطاغين يعنى عصوا من دعاهم إلى الايمان وتركوا ما


الصفحة التالية
Icon